رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع ما ذكره الإخوانى هيثم أبوخليل فى كتابه «إخوان إصلاحيون»، وهو الكتاب الذى ضمّنه دراسة شاملة عن طموح وجموح خيرت الشاطر، يقول هيثم أبوخليل قامت الثورة المصرية المباركة فى ٢٥ يناير، وأصدر الرئيس مبارك تكليفاً لعمر سليمان بأن يتفاوض مع القوى الوطنية يوم ٣١ يناير، وبالفعل بدأ سليمان سريعاً، وكان أول لقاء سرى مع الإخوان شارك فى التحضير له أفراد من المخابرات العامة والجماعة الإسلامية، ويكشف أبوخليل فى شهادته تفاصيل ما جرى فى الغرف المغلقة، يقول فى يوم ١ فبراير ذهب سعد الكتاتنى ومحمد مرسى للقاء عمر سليمان فى اجتماع مغلق ضم ثلاثتهم، وكان الحديث عندها عن سحب الإخوان لشبابهم من التحرير وتهدئة الأمور، كان فى المقابل هو حصول الإخوان على الشرعية الفعلية عن طريق ترخيص حزب وجمعية والإفراج عن خيرت الشاطر وحسن مالك، بعد هذه الجلسة عاد الكتاتنى ومرسى إلى مكتب الإرشاد بنتيجة المفاوضات، واجتمع أعضاء المكتب وخشى الكثيرون منهم من استكمال الاتفاق، وأقسموا ألا يخرج هذا الكلام مطلقاً للنور، ولا يعرف به أحد من مجلس الشورى العام حتى لا يثوروا عليهم.

جاءت موقعة الجمل لا لتنقذ الثورة فقط، كما يرى أبوخليل ولكن لتنقذ الإخوان أيضاً، ليس من السقوط فى بئر خيانة الثورة فقط، ولكن من السقوط العام، فلو أن الجماعة تحالفت مع نظام مبارك وخرجت لتطالب المتظاهرين بالعودة إلى بيوتهم لكان سقوطها مدوياً فى الميدان وفى الحياة السياسية، ولقد واصل عمر سليمان اجتماعاته مع القوى الوطنية، وعندما سئل فى أحد المؤتمرات الصحفية عن سبب عدم حضور جماعة الإخوان الإرهابية المفاوضات، قال بثقة إنهم يفكرون وسيلحقون بنا، ولم يكن أحد يعرف مصدر الثقة التى يتحدث بها عمر سليمان عن مشاركة الإخوان فى الحوار، إلا هؤلاء الذين عرفوا الجلسة السرية التى جمعته بالكتاتنى ومحمد مرسى، وفى ٦ فبراير أى بعد موقعة الجمل بأربعة أيام فقط ظهر الكتاتنى ومرسى على مائدة مفاوضات واحدة مع عمر سليمان، ويومها خرج عبدالمنعم أبوالفتوح فى فيديو مسجل بثه عبر اليوتيوب، هاجم فيه ما فعله مندوبا الجماعة فى القصر الجمهورى، ووصف قيادات الإخوان بأنهم يعيشون فى دور المضطهد الذى لم يعلم أن هناك ثورة قامت، وأن الدنيا تغيرت بالفعل، وفى ١٠ فبراير اجتمع مجلس شورى الجماعة، وأثناء حديث محمد مرسى وكعادته زل لسانه، وطالبه أعضاء مجلس شورى الجماعة بمعرفة ما حدث دون الرجوع إليهم فى لقاء ٦ فبراير، فقال مرسى إننا لم نتطرق لما كنا توصلنا إليه فى الاجتماع الأول.

انتفض عبدالمنعم أبوالفتوح، والعهدة هنا عزيزى القارئ على الراوى هيثم أبوخليل الذى قال: «هو كان فيه لقاء أول يا بديع؟ إنتوا بتعملوا إيه فى تاريخ الجماعة دى؟ حرام عليكم إنتو لازم تتحولوا للتحقيق، وغادر الاجتماع غاضباً»، لم تكن شهادة هيثم أبوخليل وحدها هى التى أشارت إلى اجتماع الإخوان السرى مع عمر سليمان، تحدث عن ذلك أيضاً الدكتور محمد حبيب الذى كان نائباً أول لمرشد الجماعة قبل أن تطيح به قوى الشر داخلها، حبيب كان يتحدث فى حوار مطول مع اليوم السابع، ولخص الحوار هكذا «كنت ما زلت عضواً بمجلس شورى الإخوان عند صدور قرار الجماعة بعدم الدفع بعضو لمنصب الرئاسة فى اجتماع بتاريخ ١٠ فبراير، فماذا حدث فى هذا الاجتماع؟، أنا رفضت حضور هذا الاجتماع وكان من المفترض أن يعقد اجتماعاً بينى وبين الدكتور بديع، ولم أكن مشاركاً فيه، لكن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح حكى لى ما حدث، وهو أن عدداً من الأعضاء اعترضوا على لقاء الدكتور محمد مرسى والدكتور سعد الكتاتنى مع عمر سليمان بهدف الحوار مع القوى السياسية، وكنت رافضاً لهذه المقابلة لأنى أعلم أن عمر سليمان كان يريد شق صف القوى الموجودة فى الميدان بما يؤثر على وحدة هذه القوى، وللحديث بقية.

[email protected]