رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

أعترف بأنى أعانى شخصياً من فوبيا الكبارى الطويلة، وهذا ليس له دخل بالطفرة النوعية التى أصابت الطرق وغيرت معالم البلد تماماً بشبكة عنكبوتية من الكبارى الممتدة التى لم تشهد دولة فى العالم مثلها، ولن يتوقف مسئول ما أمام الفوبيا التى أعانى منها أنا أو غيرى من زخم الكبارى وانتشارها فى كل بقعة من القاهرة فهذا ليس شأنهم، ولكن المؤكد أن شأنهم هو استكمال «مذاق الطبخة» التى تتكلف المليارات بوضع «الملح»، بلوحات إرشادية واضحة تسبق الطرق وتفرعاتها، وتسبق مداخل الكبارى الطويلة والقصيرة، لأن دخول أى سيارة لأحد الكبارى عن طريق الخطأ بسبب هذه اللافتات العجيبة غير المدروسة، التى تفتقد لأبسط قواعد السلامة والأمن وصحة إرشاد الطرق والمرور، سيكلف أصحاب السيارات سواء أجرة أو ملاكى بضعة كيلو مترات إضافية من القيادة فى طرق لا يعرفها، وأحياناً كثيرة الدخول إلى طرق تؤدى لمحافظات أخرى، فتدارك أقل خطأ فى طرق الكبارى يستغرق الكثير من الوقت، إهدار للجهد، وهلك للسيارات واستهلاك للبنزين.

ومما يؤسف له أن امتداد الكبارى لا توجد معه فرصة لتدارك خطأ السير على هذ الكوبرى الطويل أو ذاك إلا نادراً بإمكانية العودة «يو تيرن»، سواء عبر نفق أو تفريعة جانبية، وهو ما يضطر قائد السيارة إلى السير عشرات الكيلو مترات حتى يتمكن من العودة إلى الطريق الصحيح الذى يقصده.

وليست اللوحات الإرشادية فقط التى تعانى من العوار، بل يضاف إليها اللوحات الإعلانية المضيئة التى يتم رشقها بصورة شبه عشوائية على الطرق بما يشتت انتباه قادة السيارات بصورة خطيرة قد تؤدى إلى الحوادث، خاصة الإعلانات التى تهم قطاعات الشباب وتخاطب احتياجاتهم من إعلانات الطعام والشراب والملابس، وأتحدى أن دولة أخرى فى العالم تقوم بنشر لوحات ضخمة مضيئة من الإعلانات بالألوان والحركة على الطرق، وأى كانت الجهات التى تشرف على هذه الإعلانات، وأيًا كانت توجهات المكاسب، فإن أمن وسلامة المواطنين هو الأهم على الإطلاق.

ناهيك عن عدم توافر أماكن كافية لعبور المشاة بصورة أمنة سواء بكبارى علوية أو أنفاق، وذلك على الطرق التى ينتشر على جانبيها مساكن ومناطق عمرانية، وهو ما يضطر المشاة إلى انتهاج أسلوب ما يطلقون عليه «العبور الانتحارى»، بأن يمسك أفراد الأسرة أيدى بعضهم البعض، ويهرولون أمام السيارات المسرعة، ولنا فى حوادث صدم السيارات للمشاة تأكيداً لما أقوله، ناهيك عن لجوء المواطنين خاصة فى الأحياء الشعبية إلى عمل سلالم جانبية متواضعة ليتجاوزوا بها أسوار الطرق للوصول إلى بيوتهم، وهى سلالم بدائية خطيرة، تعد وصمة فى جبين الطفرة النوعية للطرق وما تنفقه الدولة من مليارات فى هذا الإطار. 

أما المطبات الصناعية فحدث ولا حرج، وأتحدى أن توجد دولة فى العالم تصمم المطبات الصناعية على هذا النحو المريع، ويطلق عليها قادة السيارات عبارة «مكاسر صناعية» لأنها قد تؤدى إلى انقسام السيارة نصفين إذا ما تحطم «المساعدين»، فهى عبارة عن «قباب» عالية لا تتناسب وارتفاع «عفشة» السيارات عن الأرض، لا يسبقها ما يشير إلى وجودها، ولا تعلوها علامة أو لون فسفورى لينبه السيارات المسرعة إلى وجودها، وتجد السيارات إما تطير فوقها أو تسمع صوت «هبد» أو خبطة هائلة بـأسفل السيارة ولن تنجو من التلفيات، وقد يضطر سائق ماهر مدرك لخطورة المطب إلى عبوره بصورة عرضية قليلاً لتجنب «الهبدة»، وهو ما قد يعرضه لحادث كما يعطل السيارات التى خلفه.

هذا بعض من كل، طبخة تتكلف المليارات، يفسدها المنفذون والمشرفون بسبب تعريفة، قرش، أو جنيه ملح، يجب إصلاح كل هذه الأخطاء رحمة بأرواح المواطنين وسياراتهم.

[email protected]