عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مبادرة «مصر خالية من السعار» لمكافحة الكلاب الضالة

د. أميرة الخياط
د. أميرة الخياط

يُعد السعار المعروف بـ«داء الكلب» واحدًا من أقدم الأمراض المعروفة للإنسان وأكثرها إثارةً للفزع. ويعود تاريخ السجلات المكتوبة والمصورة عن داء الكلب إلى أكثر من 4000 عام، ويتوطن هذا الداء اليوم فى أكثر من 150 بلدًا فى جميع أنحاء العالم. ورغم أنه يمكن الوقاية من هذا المرض، فإنه يودى بحياة ما يُقَدَّر بنحو 59000 شخص سنوياً، معظمهم فى المجتمعات المحلية الأفقر والأضعف فى العالم. ونحو 40% من ضحايا المرض من الأطفال دون الخامسة عشرة ممن يعيشون فى آسيا وأفريقيا. وتُكتسب نسبة هائلة تبلغ 99% من الحالات البشرية من خلال العقر من كلاب مصابة بالعدوى، لا عن طريق التعرض للحيوانات البرية الكثيرة والمتنوعة التى تقوم بدور المستودعات الفيروسية فى مختلف القارات.

وتقول الدكتورة أميرة الخياط، أخصائى طب وجراحة الحيوانات الأليفة بجامعة الزقازيق: اتخذت العديد من البلدان على مدار السنوات القليلة الماضية إجراءات لتعزيز الجهود الرامية إلى مكافحة السعار «داء الكلب» عن طريق توسيع نطاق برامج تطعيم الكلاب، وتيسير إتاحة المواد البيولوجية البشرية لأغراض العلاج الوقائى بعد التعرض وقبل التعرض، وإشراك المجتمعات المحلية فى قضية السعار « داء الكلب». 

د. أميرة الخياط

وترسم هذه الخطة الطموحة المكونة من ثلاث مراحل خريطة للتغيرات المجتمعية اللازمة لبلوغ هذا الهدف. وتولى هذه الخطة الأولوية إلى العمل بطريقة تستهدف مستودع المرض فى الكلاب، وتوائم بين الاستجابة لداء الكلب وبين الجهود الرامية إلى تعزيز النظم الصحية.

وتحدد الخطة الاستراتيجية العالمية ثلاثة أغراض للبلدان المتضررة، والشركاء فى مجال التنمية، وأصحاب المصلحة الرئيسيين، ألا وهى: الاستخدام الفعال للقاحات والأدوية والأدوات والتكنولوجيات التى من شأنها أن توقف سريان داء الكلب الكلبى وتحد من خطر الوفيات البشرية الناجمة عنه، وتوليد الإرشادات المُسندة بالبيانات عالية الجودة اللازمة لقياس الأثر وتوجيه القرارات المتعلقة بالسياسات، وتسخير مشاركة أصحاب المصلحة المتعددين بُغية الحفاظ على الالتزامات المقطوعة والموارد المطلوبة.

وتعكف المنظمات الثلاث من خلال ذلك الاتفاق على تكثيف التعاون فيما بينها من أجل مكافحة المخاطر الصحية الحرجة الناشئة من جراء مخالطة الإنسان للحيوانات والبيئة أى التحديات التى تستلزم اتباع نهج «الصحة الواحدة» الأصيل.

وتضيف الدكتورة أميرة الخياط، من الضرورى حتى نحقق هدفنا بالتخلص من داء الكلب المنقول بواسطة الكلاب بحلول عام 2030، أن نضع أساسًا مستدامًا للاستجابة العالمية لداء الكلب على مدى السنوات الخمس القادمة. ويقتضى هذا الأمر اتباع استراتيجية تدريجية متعددة الجوانب فى جميع البلدان المتضررة، تستند إلى التنسيق الوثيق بين القطاعات البشرية والبيطرية وجماعة الممارسين على اتساعها. ويستلزم إشراك المجتمعات المحلية والعاملين الصحيين لتكوين الوعى بالمشكلة والوقاية من التعرض للعقر، وللوقاية من سريان المرض عن طريق تقديم التدبير العلاجى لأسراب الكلاب وضمان اكتساب المناعة الجماعية من خلال تطعيم الكلاب، ولتوفير العلاج الوقائى والرعاية بعد التعرض للضحايا المعرضين للعقر.

وتوضح الدكتورة أميرة الخياط سوف يؤدى التخلص من داء الكلب المنقول بواسطة الكلاب، ليس فحسب إلى إنقاذ أرواح ما يُقَدَّر بنحو 300000 شخص فى غضون خمس سنوات، وإلى تحسين الظروف المعيشية لملايين الأشخاص، وإنما سيؤدى أيضًا إلى الإسهام فى تحسين الأمن الصحى العالمى. وطبقًا للتحليل المجرى من جانبنا، فإن الاستثمار فى التخلص من داء الكلب على مستوى العالم سيؤدى فى نهاية المطاف إلى تحرير ما يُقَدَّر بنحو 8.6 مليار دولار أمريكى فى جانب الموارد الاقتصادية سنوياً. ونمر فى الوقت الراهن بنقطة تحول بالغة الأهمية فى ميدان مكافحة داء الكلب، ونحن مستعدون لشن هجوم شامل على هذا المرض. وينبغى أن تكون الاستجابة العالمية لداء الكلب جزءاً لا يتجزأ بشكل محكم من الجهود الوطنية الرامية إلى توسيع نطاق مشاركة المجتمع المحلى والقطاع الخاص وتعزيز النظم الصحية للإنسان والحيوان، وذلك بهدف المُضى قُدُمًا صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة للجميع. وسوف يكون التقدم العالمى المحرز بشأن مكافحة داء الكلب بمثابة مؤشر تتبعى رئيسى للتقدم المحرز صوب إتاحة الرعاية الصحية على نحو أكثر إنصافاً، وبمثابة مستكشف مبكر للتنفيذ الفعال لخطط العمل الوطنية المعنية بنهج «الصحة الواحدة». 

ولذلك أطلقت الدولة مبادرة «مصر خالية من السعار» لمكافحة الكلاب الضالة وتحصينها بمصل ضد السعار وتعقيم الإناث وإعادة توزيع الكلاب والحفاظ على تواجدها بالمناطق التى بها ظهير صحراوى كونها حائط صد ضد الحيوانات الناقلة للسعار للحيوان والإنسان على حد سواء.

وكشفت وزارة الصحة والسكان عن زيادة مراكز التعامل مع حالات العقر والخدش إلى 302 مركز موزعة على مستوى محافظات الجمهورية، وذلك فى إطار استراتيجية القضاء على المرض بحلول عام 2030 ضمن سياسات الصحة الواحدة.

واستعرضت وزارة الصحة والسكان فى تقرير رسمى لها تعريف مرض السعار، وقالت: هو مرض فيروس يصيب الجهاز العصبى للكلاب وغيرها، وقد ينتقل العقر من حيوان لآخر ومن حيوان لإنسان.

السعار من أقدم الأمراض المعروفة وأكثرها إثارةً للفزع

وتشير الدكتورة أميرة الخياط إلى أعراض مرض السعار، حددت وزارة الصحة والسكان أعراض السعار، لافتة إلى أنها متعددة وغير محددة منها النباح بصوت غريب وغير مألوف، العض بدون استفزاز، عض أى شىء بشكل متكرر، وتعثر واضطراب خطواته عند الجرى أو المشى، والجرى بدون هدف، والانطواء والخوف من الضوء.

وأشارت وزارة الصحة والسكان إلى أنه تم ميكنة مراكز التعامل مع حالات العقر والخدش وتدريب كافة مدخلى البيانات بها، بما يواكب خطة واستراتيجية الدولة للتحول الرقمى، وبالتالى تيسير على المواطنين فى الحصول على الخدمة الطبية.

وناشدت وزارة الصحة والسكان المواطنين بضرورة التواصل مع الوزارة فى حالات عرض للخدش أو العقر لإمكانية تلقى الرعاية الصحية الكاملة من خلال المتخصصين والحصول على المصل مجاناً.

وطالبت وزارة الصحة والسكان من المواطنين التواصل مع الوزارة من خلال الخط الساخن لها 105 لاستقبال كافة التساؤلات والاستفسارات المختلفة والرد عليها من مصادرها الرسمية، ودعت المواطنين للاطلاع على كافة المستجدات المختلفة المتعلقة بالأمراض المعدية وغير المعدية من خلال مواقعها المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعى.