تأثير التدخين يوميًا على الدماغ.. أطباء يحذرون من كارثة تدق ناقوس الخطر
حذرت دراسة أميركية حديثة من أن التدخين اليومي للسجائر يقلل من حجم الدماغ، فضلاً عن كونه يُزيد فرص الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة منها السرطان، مثل سرطانات الفم والحلق.
تأثير التدخين اليومي على الدماغ
ووفقًا لما ذكره موقع "Life Science" العلمي، حلل باحثو الدراسة بيانات لصور أدمغة مخزنة في البنك الحيوي بالمملكة المتحدة، وهو مستودع ضخم للبيانات الجينية والصحية، بالإضافة إلى فحوصات، كذلك حللوا عادات التدخين المبلغ عنها ذاتياً للمشاركين، كما تم جمعها في الاستطلاعات.
وبحسب الدراسة، قارن الباحثون الأشخاص الذين لم يدخنوا يومياً على الإطلاق وآخرين دخنوا على أساس يومي، لتكشف صور الرنين أن أحجام دماغهم أصغر بمقدار 7.1 سم مكعب في المتوسط، وتضمن هذا الاختلاف في حجم الدماغ انخفاضاً بمقدار 5.5 سم مكعب في المادة الرمادية للدماغ، والتي تحتوي على الأجسام الضخمة لخلايا الدماغ، أو الخلايا العصبية.
وفي السياق ذاته، أكد أستاذ علم وراثة ومخاطر التدخين على أهمية الدراسة من منظور الصحة العامة، مضيفًا: "نظراً لأن انكماش الدماغ مرتبط بأمراض عصبية، مثل مرض الزهايمر، فإن إنشاء رابط سببي بين التدخين وانخفاض حجم الدماغ يعزز فهم ما إذا كان التدخين يؤدي إلى الإصابة بهذه الأمراض بشكل مباشر".
كما أشار إلى أن المزيد من التجارب ستساعد في تأكيد العلاقة السببية بين التدخين وحجم الدماغ، وفعالية الأدوية التي يمكن أن تساعد في منع فقدان أنسجة المخ.
وكانت دراسة سابقة قد أثبتت أن الأشخاص الذين يدخنون يميلون إلى امتلاك أدمغة أصغر مقارنة بغير المدخنين، من حيث الحجم، ولكن لم يكن واضحاً حينها ما إذا كان التدخين يتسبب في تقلص الدماغ أو إذا كان الأشخاص أصحاب العقول الصغيرة أكثر احتمالاً لبدء التدخين.
على صعيد آخر، بدأت عادة التدخين تختفي في السويد، ما يجعلها من أوائل الدول العالمية التي ستصبح خالية منها، حيث باتت نسبة التدخين في السويد أقل من خمسة% ما يقودها لتصبح أول دولة بلا تدخين.
وتعتبر هذه الخطوة تحولًا كبيرًا في السياسة العامة للسويد في مجال الصحة، والتي تهدف إلى تحسين صحة المواطنين وتقليل الأمراض المرتبطة بالتدخين، حيث تستند هذه الإجراءات إلى البحوث العلمية والدراسات التي تثبت آثار التدخين الضارة على الصحة العامة.