رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجـــــــاه

إنه السؤال الكبير، الذى تتساءله الشعوب العربية، ويفرضه واقع ما بعد نجاح قمة «الرياض»، فى بلورة إرادة عربية مستقلة، كان عنوانها، الإجماع على عودة سوريا، أولاّ: لشغل محيطها العربى والإقليمى، والاضطلاع بدورها التاريخى، فى العمل العربى المشترك، وثانياّ: لشغل مقعدها فى جامعة الدول العربية، الذى غادرته فى 12 نوفمبر2011، بضغوط غربية - عربية، تولتها الولايات المتحدة الأمريكية، عندما شهدت سوريا، فى شهر مارس من نفس العام،  احتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد، امتداداّ لمؤامرة ما قيل- وقتها- إنها ثورات الربيع العربى، وقد تمكنت من تغيير أنظمة الحكم، فى تونس ومصر واليمن وليبيا، فيما فشلت فى سوريا.

<< ومن كلمة، أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أثناء المؤتمر الصحفى، مع فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودى، وقت الإعلان عن البيان الختامى للقمة، تتشارك الرغبة العروبية مع قولته: «عندما نتعامل مع ملف سوريا، علينا أن نعمل بمعزل عن رؤية الغرب»، وأظنه يقصد على وجه الخصوص، الموقف الأمريكى المعارض لعودة سوريا لمقعدها فى الجامعة، والرافض أيضاّ لأى تطبيع للعلاقات مع «دمشق»، وهو الموقف الذى لم يلتفت له القادة العرب، ما أعطى انطباعاّ باستقلال القرار العربى، فى مواجهة أى إملاءات من هنا أوهناك، وهيأ الفرصة لحضور سوريا الطاغى فى القمة، بفضل الإدارة الحكيمة لقيادة المملكة السعودية.

<< الذى يجب على العرب فعله، فى الوقت الراهن، استثمار القرارات القوية بشأن سوريا، والتى أجمعوا عليها فى قمة «الرياض»، بأن تتوحد جهودهم نحو تشكيل رأى عام دولى، يساند رؤية تقودها الجامعة العربية، تطالب برحيل القوات الأمريكية عن الأراضى السورية، وأعتقد أن التوافقات العربية، إلى جانب المتغيرات السياسية فى المنطقة، قد توفر الزخم الكافى لإحراج «واشنطن»، وربما إجبار الرئيس الأمريكى، جو بايدن، على استكمال ما كان تحدث عنه سلفه السابق، دونالد ترامب، بانسحاب كل القوات، بحلول العام2019، خاصة أن السوريين يتهمون هذه القوات، بنهب ثروات بلدهم من القمح والبترول، ونقلها إلى معسكراتها فى العراق.

<< ما يتوافر من معلومات، أن ما تبقى فى سوريا، ما بين900 إلى2000 عسكرى، كانوا ضمن قوات تحالف 85 دولة، تقوده الولايات المتحدة، منذ العام 2014، بزعم محاربة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، فى حين أنها تتحرك وفق إستراتيجية سرية، لتبقى فى مواجهة النفوذ الروسى والإيرانى هناك، ومراقبة التمدد الصينى فى المنطقة العربية، ومن ثم تحول الوجود الأمريكى فى سوريا إلى قوة إحتلال، خاصة مع تراجع قدرات «داعش»، أمام تدمير الجيشين العراقى والسورى، للبنى التحتية والعسكرية، لكل التنظيمات والميليشيات الإرهابية، إلا ماتدعمها «واشنطن»، مثل قوات سوريا الديمقراطية، التى تستغلها للعمل ضد النظام السورى.

<< الأمريكيون لم يكتفوا، لا باحتلال سوريا، ولا بنهب ثروات السوريين، لكنهم يواصلون بضغوط لا أخلاقية، تهديد أى دولة تنوى استئناف العلاقات مع «دمشق»، واستباحوا كل الأدوات لذلك، بمذكرة لأعضاء بالكونجرس، يطلبون من «البيت الأبيض»، عرقلة عمليات التطبيع مع الرئيس «بشار»، وقرار للرئيس «بايدن»- يكشف عن ارتباك إدارته- بتجديد قانون «قيصر»، الذى يتبنى عقوبات على القيادات السورية، ومن يدعمها من الحكومات والأفراد، وكان «ترامب» يستهدف به الصين وروسيا، عندما شرعه فى العام2020.. عليهم أن يفهموا أن هناك نظاماً عربياً جديداً، سوف يصون سيادة سوريا، التى من صلبها، طرد أى قوات أجنبية على أراضيها.

[email protected]