رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العالم أجمع يعانى التضخم الاقتصادى فى بريطانيا من المتوقع ارتفاع تكلفة المواد الغذائية، بحيث تتجاوز سعر الطاقة باعتباره القوة الدافعة وراء التضخم خلال فصل الصيف، وسيؤثر بشدة على الأسر الفقيرة. فواتير البقالة التى ارتفعت بنسبة 20٪ تقريباً خلال العام الماضى ستستمر فى الارتفاع.

عادة ما كانت تنخفض أسعار المواد الغذائية فى الصيف، حيث تحل محاصيل المملكة المتحدة محل الواردات الأكثر تكلفة. لكن أسعار منتجات الألبان واللحوم والأطعمة الأخرى قد تسارعت فى بعض الحالات بأكثر من 50٪ على أساس سنوى.

ما تشترك فيه أسعار المواد الغذائية المتزايدة مع ارتفاع فواتير الطاقة هو أنها تشكل تحدياً أكبر للأسر ذات الدخل المنخفض، الذين ينفقون نسبة أعلى من دخلهم على الغذاء، وهم 15٪ مقارنة بـ10٪ للأعلى دخلاً. ونتيجة ذلك، كان معدل التضخم الفعلى فى بريطانيا لأفقر الأسر أعلى بنسبة 50٪ تقريباً مقارنة بأغنى الأسر.

ظل التضخم فى المملكة المتحدة أعلى مما كان متوقعاً خلال الأشهر الأخيرة، حيث ظل ثابتاً فى خانة العشرات عند أعلى مستوى فى مجموعة الدول السبع الكبرى للاقتصادات المتقدمة. واتهم الناس البنك المركزى بالتباطؤ فى الاستجابة لتوجيه التضخم إلى هدفه البالغ 2٪.

أربع صدمات متتالية قد ضربت الاقتصاد البريطانى، ما أدى إلى ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى منذ أوائل الثمانينيات، والبقاء باستمرار عند مستويات أعلى مما كان متوقعاً.

وألقى باللوم على الأحداث المناخية المتطرفة التى أضرت بمحاصيل الخضار فى المغرب وإنتاج السكر فى أماكن أخرى حول العالم، فضلاً عن إنفلونزا الطيور التى تؤثر فى إمدادات الدواجن. كما أغلق المزارعون ومنتجو الأغذية ارتفاعاً فى أسعار الطاقة والمواد الخام قبل عام بعد الارتفاع الأولى فى التكاليف بعد غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا.

العجيب أن البنوك المركزية فى العالم حريصة على إلقاء اللوم فى ارتفاع التضخم على أى شخص باستثناء البنوك المركزية. ويوضح ستيفن كينج، كبير المستشارين الاقتصاديين لبنك HSBC، الأمر جيداً فى كتابه الجديد الممتاز والمقروء حول عودة ظهور التضخم* عندما يقول إن البنك المركزى المستقل الذى يفشل فى تحقيق استقرار الأسعار لا بد أن يخضع لمزيد من التدقيق السياسى.

فى الواقع، يمكن القول إن أحد الأسباب التى جعلت العديد من محافظى البنوك المركزية حريصين جداً على الإصرار على أن ارتفاع التضخم أثناء الوباء وبعد حرب أوكرانيا كان مؤقتاً، وبالتالى لا علاقة له بسياساتهم، كان الخوف من الاعتراف بالخطأ.

وللأسف كل الشركات فى العالم تزيد من معدل التضخم من خلال «تضخم الجشع»، عندما تستخدم الشركات غطاء التضخم المرتفع لدفع زيادات فى «إعادة بناء» هوامش ربحها.