عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

أؤمن بأن كل شىء فى الحياة يحتاج إلى ثقافة وفن، فهناك فن الكلام، فن توصيل المعلومة، فن الإقناع، وهى موهبة قد يتمتع بها البعض، فكم نحتاج اليوم إلى فهم أنفسنا ونعلم جيدًا كيف نتعامل مع أنفسنا قبل أن ندرس الناس ونتعلم كيفية التعامل معهم؟، فمن المهم أن نؤمن أيضًا أن شخصية الناس لا نستطيع الحكم عليها من خلال تعامل الآخرين معها بل من المهم أن نبنى آراءنا حول البعض من خلال تعاملنا نحن معهم وليس من خلال تعامل الآخرين معهم!

فمعظم الخلافات بين الناس نابعة من سوء الفهم وسوء الظن، وأدت التكنولوجيا إلى كثرة حدوث ذلك فى ظل الرسائل الإلكترونية التى تخفى تعابير الوجه ونبرة الصوت، فالرد المتأخر وعدم الرد قاتل للبعض، فأصبحت العلاقات تنتهى قبل أن تبدأ!

فالجميع يمر بظروف أياً كان نوعها ولكن ليس على الطرف الآخر أن يُقدر تلك الظروف بدون أن يعلمها، فالبعض يتحجج بكلمة ظروف! وعلى الطرف الآخر أن يخُمن ماهية الظروف أو يقُدر بدون علم! فمن المهم أن يعى الجميع أن العلاقات تُبنى على الاحترام والتقدير وليس الحب، فقد ينتهى الحب ويظل التقدير والاحترام مُتبادلاً، فلا يهم إن كنت تُحب أحدهم أو تكرهه ولكن من المهم أن تعامله باحترام وتقدير.

هناك مقولة لتشارلز بوكوفسكى: «إن سألت عنى مائة شخص ستجد أمامك مائة رأى، أنا لا أطرح شخصيتى مع الناس أنا أجارى عقولهم»، فالناس تحكم على بعضها البعض من خلال أهوائهم والمواقف والأفعال التى يرونها منهم، لذا ستجد شخصاً واحداً هناك أكثر من رأى عليه، فهناك من يراه مغروراً لمجرد أنه فى حاله ولا يتدخل فى شئون أحد، وهناك من يراه طيباً لنفس السبب، أى الصفة الواحدة فى شخص قد يراها البعض ميزة وآخر يراها عيباً!، فذكاء التعامل أن تعامل كل شخص بالطريقة التى تتناسب مع عقله وفكره وشخصيته، وهذا ما يُسمى فن التعامل مع الآخرين.

وسوف أعطى روشتة صغيرة لنفسى قبل الآخرين نظرًا لأن التعامل مع الآخرين أصبح يؤرق الكثير، وعندما أطلق مصطلح الآخرين أعى جميع العلاقات أياً كان نوعها، فبداية يجب أن تحدد نوع العلاقة التى تربطك بأى شخص هل هى علاقة عابرة أى علاقة يحكمها التعاملات مثل علاقة موظف بعميل فهذه العلاقة لا تحتاج فيها غير إتمام المعاملة فقط فليس بها إرهاق، أما إذا كانت علاقة صداقة أو عمل فهنا أولًا يجب أن يحكم العلاقة التقدير والاحترام بمفهومهما الواسع وليس الضيق ولا هناك استمرارية فى العلاقة بدونهما، كما أن كل شخص لديه كتالوج مثل أى جهاز تقوم بشرائه، فإن كان الشخص يُعنى لك الكثير لابد من قراءة كتالوجه قراءة جيدة حتى تستطيع فهمه وبالتالى تستطيع التعامل معه والاحتفاظ به.

فالعلاقات خُلقت للراحة، وأن لم تجلب الراحة فالبتر أفضل شىء، فتخلصوا من العلاقات المرهقة التى لا تجلب غير الضيق وتُنزع الراحة من صاحبها، فهناك نوع من العلاقات السامة التى تترك الشخص يُفكر كثيراً طوال فترة العلاقة، كمن يَبعُد بدون سبب ويعود وقتما شاء، من لم تجده وقت الشدة ووقت الاحتياج، من يتركك وقت ضعفك ويعود وقت قوتك، الرد المتأخر وعدم الرد أيضًا بدون أن يكون هناك ظروف قاهرة منعته من الرد، فستجد نفسك أمام خيارين، إما المعاملة بالمثل وسيجلب لك أيضاً ذلك المشقة، إما إنهاء العلاقة وذلك لسلامك النفسى.

عضو مجلس النواب