رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

صرنا نعرف الكثير عن الحروب العسكرية الحديثة وغير التقليدية التى تشنها دول استعمار قديم على الدول التى كانت تستعمرها قبل تحررها، أو الدول التى تعاديها حديثاً، لتتمكن منها وتحقق بها مصالحها بقوة، منها حروب الجيلين الرابع والخامس، التى لا تطلق فيها رصاصة واحدة، بل تعتمد إستراتيجياً على تشويش عقول شعوب الدول المستهدفة وإفقاد مجتمعاتها الثقة فى كيان الدولة نفسه بكل مؤسساتها سواء عبر نشر شائعات مغرضة، أو تحقيق غزو ثقافى لتذويب الهوية وتشويهها، وتستخدم فى هذه الحرب التكنولوجيا الحديثة من وسائط تواصل اجتماعى وإنترنت، وتنجح بالفعل هذه الحروب الحديثة فى تفكيك مفاصل الدولة المستهدفة حيث يهدم الشعب نفسه ذاتياً.

كما ظهر الجيلان السادس والسابع من الحروب، السادس يتم من خلاله استخدام المعلومات المغرضة، والأوبئة، والفيروسات لإسقاط الدول المعادية، أو تحقيق مطامع اقتصادية وسياسية بسرعة وبأقل تكلفة، أما الجيل السابع فيستهدف السيطرة المباشرة على عقل الإنسان بعدة وسائل منها شبكة الأقمار الصناعية والتى أصبحت تتمتع بقدرات هائلة فى التحكم عن بعد فى عقول البشر، وهو ما يطلق عليه شرائح التحكم البشرى أو«RFID».

وتدرس هذه الحروب الحديثة فى أكبر الأكاديميات العسكرية بالعالم، كما تدرس لعناصر أجهزة الاستخبارات، وأصبح بديهاً، إذا أرادت دولة السيطرة أخرى أو هدمها، ليس عليها إلا استهداف هويتها وتذويب خصائص مجتمعها ومحو هذه الخصائص التى تتمثل فى الدين، اللغة، العادات والتقاليد، ولا يمكننا تجاهل هذا الغزو الذى يستهدف الدول العربية فى الدين، وظهور ملحدين كثر، وكذلك ظهور اللادينيين ممن ينكرون الأديان السماوية وتعاليمها فيما لا ينكرون وجود خالق للكون، كما لا يمكن إنكار تلك الهجمات أللا أخلاقية التى ضربت عمق المجتمعات العربية ومنها المصرية، والتى صار معها الجيل الحالى والجيل الصاعد يقلد الغرب فى الملبس والمأكل والسلوك، ويتمسح فى حرية بلا التزام أى انحلال وتحلل من كل القيم، ولم يتبقَ سوى اللغة، الضلع المكمل لمثلث الهوية العربية، والتى يتم مهاجمتها الآن بشراسة من خلاله «الفرانكو آراب» أو استبدال الحروف العربية بالأرقام، فى محاولة لقتل لغة الضاد لغة القرآن الكريم حتى تتصدع بذلك تماماً كل أركان الهوية العربية.

للأسف أبناؤنا يستسلمون لما يفعلوه بلغتنا العربية، فى حين أن دول أخرى غربية وغير غربية ادركت قيمة هذه اللغة، وأكدوا من خلال أبحاثهم أنها لغة قوية لا يمكن محوها، وستظل خالدة رغم كل محاولات طمسها، ففى جامعة لندن قام باحثون فى قسم «علم اللغة الكونى» عام 2003 بدراسة لغات العالم، ومنها اللغة العربية التى لها قسم خاص بالجامعة، وقام الباحثون بدراسة مراحل نشأة أى لغة وشبابها أومرحلة ازدهارها ونضوجها، وكذلك مرحلة شيخوختها ووصولها إلى الموت أونجاتها واستمرارها كلغة حية، ولعل أعجب ما توصل إليه فريق البحث أن العربية هى اللغة الوحيدة الخالدة بين اللغات ولن تموت أو تنتهى تماماً من الوجود، لأنها تستمد خلودها من القرآن الكريم إلى أن تفنى الحياة وتقوم الساعة، وانتهت الدراسة إلى أنه فى نهاية القرن الحالى 21 ستضمحل معظم لغات العالم، لتسيطر ثلاث لغات فقط على دول العالم، العربية، الإنجليزية واللغة الصينية وذلك من إجمالى 601 لغة تتحدث بها السنة العالم.

ليس هذا البحث فقط الذى أكد أهمية واستمرارية اللغة العربية، بل أيضاً دراسات أخرى فى بريطانيا، وفى أمريكا نصحت باستخدام اللغة العربية فى كتابة وتسجيل الكثير من الأبحاث العلمية وغير العلمية وفى تسجيل وتوثيق المعاهدات الدولية، لعلمهم المسبق أن اللغة العربية ستظل حية لا تموت عبر أجيال وعقود قادمة كثيرة فى حين ستنتهى لغات أخرى وللحديث بقية..

[email protected]