عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

ابتعدت سوريا عن مقعدها الشاغر عربيا لكنها لم تغب، فطوال أحد عشر عامًا استبعدت خلالها من الجامعة العربية بقرار سيطرت عليه الانتقامية، لم تغب سوريا عن الوجدان العربى، الكل كان يسأل متى تعود، كانوا يدركون أن غياب سوريا عن مقعدها تأثيراته سلبية على الأمة العربية كلها، سوريا دولة محورية فى المنطقة، ولذلك كان قرار عودتها إلى الحضن العربى هذا الاسبوع واستعادة عضويتها بالجامعة العربية واحد من الأخبار السارة لكل الشارع العربى.

بالتأكيد العودة لم تكن سهلة بل واجهت معارضة من البعض وتحفظ من آخرين لكن فى النهاية صوت العقل كان هو الغالب والتغيرات التى يشهدها العالم كانت الحاسمة فى القرار، فنحن الآن ندخل عالم جديد لن تفيد فيه الفردية ولن يكون عصر احادى القوة وإنما ستفرض الجماعية والتكتلات الاقليمية اقتصادية كانت أو سياسية، نفسها ولذلك ادرك الجميع أن العالم العربى فى قلب التحدى الذى قد يصبح طوفانا يطيح بالكل اذا لم نحاول التوحد والتماسك الجماعى، ولهذا شهدنا على مدار العامين الآخيرين تحديدا تحركات عربية عربية بهدف توحيد الصف، ومن بين هذه التحركات كان الموقف المصرى الثابت والقائد والداعي دائمًا إلى أهمية هذا التوحد، وكانت عودة سوريا جزءا من هذا الهدف.

‏ýولهذا ففى السنوات الأخيرة بدأت العديد من الدول العربية وفى مقدمتها مصر فى التحرك لإعادة سوريا إلى عضويتها فى الجامعة العربية، من خلال تفكيك الأزمات بين العواصم العربية وتقريب وجهات النظر.

صحيح انه مازالت بعض العواصم العربية تتحفظ لكن فى النهاية تحققت العودة السورية، وهنا وبكل صراحة الكرة فى الملعب السورى لانه مثلما من المهم أن يتمكن الوفد السورى من المشاركة فى الاجتماعات والمناقشات المختلفة التى تعقدها الجامعة العربية وان تتاح الفرصة والدعم لسوريا كى تكون عودتها حقيقية وجادة، وان تكون شريكا فى مناقشة القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية فى المنطقة، فمن المهم أيضا أن تقدم سوريا ما يؤكد رغبتها فى إزالة غيوم الماضى وإغلاق صفحة الخلافات مع الاشقاء وأن تثبت عروبتها الكاملة، بمعنى أن تكون البوصلة السورية عربية ورهاناتها عربية، وبالطبع من حقها أن تكون لها علاقاتها الإقليمية وآن ترتبط مصالحها ببعض القوى الاقليمية لكن شريطة الا يكون هذا على حساب الأمن القومى العربى، وأعتقد أن النظام السورى أصبحت لديه من الخبرة ما يجعله متفهما لهذه المعادلة وكيفية تحقيقها.

‏ýوفى النهاية فالمؤكد أن عودة سوريا إلى العرب كما ستسهم فى دعم القوة العربية فهى أيضا يمكن أن تساعد فى تعزيز الدور العربى فى دعم السلام والاستقرار فى سوريا نفسها وفى المنطقة بشكل عام، وأن يسهم فى إيجاد حلول للقضايا الإنسانية والاقتصادية الحالية التى يواجهها الشعب السورى.