رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

تابعت بإعجاب واحدة من حلقات برنامج «المشهد» الأسبوعى على فضائية «تن» والحوار البديع والمهم بقيادة المفكر والأكاديمى «عبدالمنعم سعيد» ونخبة رائعة من أهل الفكر المستنير حول دور المثقف والنخب المستنيرة فى تكوين والتأسيس لما يمكن أن نطلق عليها «المناعة الثقافية» للوقاية من تداعيات جراثيم التخلف والفكر الرجعى والظلامى والوقوف على سبل نشر منصات إطلاق استضاءات التنوير والوعى بمعطيات واقع يحتاج منا جميعاً لحشد الجهود المتواصلة لتحقيق التقدم..

لقد بتنا نعانى افتقاد روح العمل بإتقان وجودة منتج، وظلت هناك تخوفات لدى الجهات الساعية للحصول على علامات الجودة أن يذهب المشرفون على إدارة تلك المنظومة إلى اللجوء لحيل فهلوية لاستيفاء الأوراق واستكمال الإطار المظهرى للحصول على شهادة للجودة عن غير استحقاق..

أيضاً، هناك انتشار ملحوظ لممارسات الغش بكل نوعياته ومجالات تفعيله ووجوده وتعدد أعمار ممارسيه...فى الشارع والبيت والنادى والمؤسسات بتنا نعانى ظاهرة العنف ضد المرأة وضد الطفل بأشكال وصور جديدة غير مسبوقة..

نعانى مظاهر التعصب والتنمر والتمييز والكراهية والتطرف والعبث بالمال العام وإهدار الوقت والحرص على الإثراء السريع دون استحقاق وتفعيل علوم الفهلوة والدجل والتزييف وغيرها.

وفى النهاية تعد كل تلك الظواهر وتناميها مع وجود ظاهرة التكاثر الهوجائى الذى يجتاح للتنمية، فى تعبير فاضح عن عدم اتساق الثقافة الاجتماعية الداعمة لفكرة الإنجاب بأعداد غير محدودة مع معايير العقل التى تقيم إمكانيات الدولة، ويحقق فائض التخلف هذا فى تشكيل مجتمع الممارسات الفاسدة، وليتحول الفساد نفسه إلى جزء من الثقافة الاجتماعية، تدافع هذه الثقافة عنه ساهية عن سلبياته وكوارثه البشعة..

وبالتأكيد إن للثقافة الاجتماعية ارتباطاً وثيقاً بالقيم الأخلاقية، وذلك عبر ممارسات تعارفنا عليها كعادات وسلوكيات مميزة لمجتمع عاش مواطنيه متغيرات مؤثرة على الجوانب النفسية والعاطفية والاجتماعية، ولم تفلح فى الغالب الأعم المنظومات المعدة للتنشئة والتعليم والتربية السلوكية فى التعامل الإيجابى معها بالتهذيب ووضع الأسس العلمية للتصدى لانتشار القيم المنحرفة وتفشى الجرائم المجتمعية.

لابد من خلخلة هذه الثقافة، إن حالة الانسداد المجتمعى باتت تنذر بمخاطر وتبعات مؤلمة..

معلوم أن الثقافة اﻹيجابية وانتشار تفعيلها تمثل آلية رافعة وداعمة للأفكار النيرة المنتجة لا السوداوية العاجزة الفاشلة، كما أنها تؤسس وتدفع فى اتجاه ازدهار ثقافة الجمال فى اللغة والكلام والحوار ومهارات الاتصال وغيرها، وهى قادرة على تأمين سبل النجاح والعبور إلى مسارات التقدم..

يا نخبتنا المثقفة.. يا مؤسسات المجتمع المدنى.. يا أحزاب.. يا مراكز البحوث واستطلاع الرأى.. يا إعلام الوعى والتوعية.. يا شباب التواصل الاجتماعى.. يا مؤسساتنا الدينية.. يا مؤسسات الثقافة.. يا صناع الدراما.. يا كل أهل الإبداع.. أظنكم جميعاً تتابعون ازدياد مساحات القبح فى الشارع المصرى.. أرجوكم وباسم الأجيال القادمة العمل الجاد وبتعاون منجز لتشكيل منظومة وطنية للدعوة إلى عودة القيم الإيجابية النبيلة.. إنها معركة مهمة ومشوار ضرورى ينبغى الوصول إلى نهايته بكل سرعة وحماس.