رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهنى

فى العقد الأخير باتت مناسبات الوفاة مظهرًا ملحوظًا للفت الأنظار وإثارة الانتباه إلى الوجاهة الاجتماعية والقدرة المادية لعائلة المتوفى، بدءا من الإعلان عن اسمه بالصحف وانتهاء بإقامة المآتم فى أرقى قاعات المساجد أو داخل سرادقات الفراشة المعتنى بأثاثها من مقاعد فخمة (فوتيه)، ومشروبات ضيافة متنوعة وخدمة فندقية لا تقل عن النجوم الخمس إلى جانب تسجيل ليلة المأتم بالصوت والصورة.

فى زخم هذا الاحتفاء يأتى اختيار المقرئ على رأس اهتمامات أهل المتوفى حتى يكون من بين نجوم التلاوة وأشهرها صيتًا وصوتًا، لكى يليق بالسادة المعزين الذين يعتبر بعضهم واجب العزاء مناسبة اجتماعية للتلاقى والتشاور فى شئون الحياة، رغم أن مجيئهم فى الأصل لمواساة أهل الميت، على نحو ما ينبه إليه بعض المقرئين بضرورة الالتزام بسماع القرآن.

وبالطبع تختلف هذه المظاهر وشخوص المعزين حسب مكانة المتوفى الوظيفية والاجتماعية وقدرة ذويه المادية على الوفاء بتكلفة مراسم العزاء، وأهمها اختيار المقرئ من كبار شيوخ التلاوة الذين أصبحوا نجومًا، ومن النادر أن يتوافر أحدهم إلا إذا كان الميت محظوظًا، والأغرب أن يتم تحديد يوم العزاء حسب وقت نجم القراءة.

نحن نعرف أن جمال الصوت ومهارة التلاوة نعمة منحها الله للبعض وحرم منها الآخر، وكذلك هى رزق حباه المولى فى أصواتهم فجعلهم أكثر تأثيراً وحضوراً، ولكن هذا العطاء يفرض الحمد والشكر لله أولًا، ويلزم صاحبه ثانيًا بدفع ما عليه من حقوق كضرائب وزكاة، خاصة بعد أن تجاوزت أجورهم عشرات الآلاف فى الليلة الواحدة.

لا نبالغ حين نقول إن أحدهم الذى هجر الزى الأزهرى وبات يرتدى أفخم البذلات وأغلاها سعرًا، طلب قبل أن يذهب إلى السرادق أن يتقاضى أجره كاملًا وقدره مائة  ألف جنيه، ولم يكن أمام أسرة المتوفى التى دعته للقراءة، سوى أن ترسل المبلغ مع السائق الذى قام بإحضاره من منزله بإحدى (الكمبوندات) المعروفة بضواحى العاصمة.

نحن لسنا فى عداوة مع كبار المقرئين أو نستكثر عليهم دخلهم، ولكننا مع حق الدولة فى الحصول على ضريبتها من هؤلاء، شأنهم فى هذا  شأن كبار نجوم الفن والرياضة وأصحاب سناتر الدروس الخصوصية، خاصة بعد أن قفزت أجورهم إلى أرقام فلكية ينبغى أن تخضع للمحاسبة.

من هنا يجب على الدولة أن تبحث عن طريقة مثلى للحصول على حقها، حتى يقول  جمهور المستمعين لنجوم التلاوة من قلوبهم «أحسنت يا مولانا».