رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

م.. الآخر

من صفر إلى 48% حصة عملة الصين من المدفوعات العالمية، هناك شىء يتغير فى العالم، وهناك تحول من نظام القطب الواحد إلى ثنائى أو أكثر للأقطاب.

لا شك كسر احتكار الدولار سيكون لها مزايا كثيرة للمصريين والدول الناشئة، فمنها تقليل الضغط أو الطلب على الدولار، والحد من تدنى قيمة العملات المحلية.

ففى مصر على سبيل المثال كان الدولار فى عام 7 جنيهات عام 2016 ومع نهاية العام وصل إلى 20 جنيهاً، واليوم 31 جنيهاً يعنى فى 6 سنوات فقط الجنيه 4.4 مرة من قيمته

وكما أن كسر احتكار الدولار سينقذ الدول من التضخم الأمريكى الذى تصدره للعالم من خلال طباعتها للدولار، حيث تصدر التضخم لكل دول العالم التى تعتمد على الدولار بشكل رئيسى، بالإضافة إلى فقدان الثقة فى الدولار، وبالتالى لن يتحول إلى مخزن للقيمة، وهو ما يعرف بالدولرة، وهذا ما زاد من الأزمة التى تعانى منها مصر.

وقد تحولت دول كثيرة إلى استخدام اليوان فى التبادل التجارى الثنائى ومنها مصر، وكان آخرها الأرجنتين حيث أكد سيرجيو ماسا وزير الاقتصاد منذ أيام أن بلاده تعتزم تسديد ثمن وارداتها الصينية باليوان بدلاً من الدولار الأمريكى، وذلك للحد من استنزاف احتياطاتها من العملات الصعبة. وسجل سعر البيزو 227 مقابل الدولار فى سوق الصرف الرسمية، ويتجاوز التضخم بالأرجنتين نسبة 100%.

وفى مارس الماضى قفز استخدام اليوان فى معاملاتها عبر الحدود متفوقاً على العملة الخضراء للمرة الأولى. ارتفعت حصة العملة المحلية من المدفوعات والمبالغ المستلمة عبر الحدود فى الصين لمستوى قياسى جديد عند 48% فى نهاية الشهر من صفر تقريباً فى 2010، وفق بحث أجرته «بلومبرج إنتليجنس» نقلاً عن بيانات إدارة الدولة للنقد الأجنبى، كما هبطت حصة الدولار إلى 47% من 83% خلال نفس الفترة، حسبما أظهرت الأرقام. وتم احتساب النسبة بناءً على حجم كافة أنواع المعاملات التى تتضمن تداول الأوراق المالية عبر الروابط بين البر الرئيسى للصين والأسواق المالية لهونج كونج. ولا تمثل تلك النسبة المعاملات من بقية العالم، إذ لم تتغير كثيراً حصة اليوان من المدفوعات العالمية فى مارس وبلغت 2.3%، وفقاً لنظام «سويفت».

ورغم ذلك فإن تدويل اليوان يتسارع مع بحث الدول الأخرى عن عملة دفع بديلة لتنويع المخاطر ونظراً لأن مصداقية الاحتياطى الفيدرالى لم تعد جيدة مثلما كانت من قبل، وفقاً لتصريحات كريس ليونج، اقتصادى فى «دى بى إس بنك»، وقد يظل الدولار مهيمن على المدفوعات العالمية لوقت طويل، ولكن سيأتى يوم ويسقط الدولار، إما بصعود عملة اليوان أوغيرها، فالتاريخ يعيد نفسه، وكما ظهرت إمبراطوريات واختفت، ستختفى أمريكا.

ويبقى لحائز أو مكتنز الدولار، أن يفكر فى الأمر ولا يضع البيض كله فى سلة واحدة، وإذا كان يريد حفظ قيمة أمواله من التضخم وعدم اليقين والحروب والأزمات الاقتصادية فالأفضل هو الذهب وتنويع الاستثمارات وليس اكتناز الدولار.