عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

يتابع الكثير ما يحدث فى العالم وخاصة المنطقة العربية وآخرها ما يحدث فى دولة السودان مما جعلنى أوضح الاختلاف ما بين المصطلحات المتعلقة بالأمن القومى للدول، ومتى نعتبر ما يحدث بمثابة تحديات أم مخاطر أم تهديدات للأمن القومى، ولابد أن نفهم ما معنى الأمن القومى؟ وما الفرق بين التحديات والمخاطر والتهديدات؟ فقد نكون أمام حدث يتصاعد من مجرد مخاطر لتهديد ثم تحدٍ الى أن يصبح صراعا، وسوف أتطرق لكل ذلك من خلال سلسلة من المقالات لشرح الوضع الحالى والتصورات والتوقعات المحتملة، بداية الأمن القومى: هو القدرة على توفير أكبر قدر من الحماية والاستقرار لتحقيق التنمية الشاملة للدولة فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأيديولوجية والعسكرية والبيئية والمعلوماتية فى الدولة ضد كافة أنواع التهديدات الداخلية والخارجية سواء إقليمية أو عالمية لتحقيق الأهداف القومية للدولة، أما التهديد: فهو وصول تعارض المصالح والغايات القومية إلى مرحلة يتعذر معها إيجاد حل سلمى يوفر للدولة الحد الأدنى من أمنها السياسى والاقتصادى والاجتماعى والعسكرى مع عدم قدرة الدولة على موازنة الضغوط الخارجية مما قد يضطر الأطراف المتصارعة - أو أيًا منها- إلى اللجوء لاستخدام القوة المسلحة، وقد يكون التهديد دائما أو مؤقتا كما قد يكون مباشرًا أو غير مباشر، التهديد المؤقت: فهو الذى ينشأ نتيجة لأسباب مؤقتة تضع دولتين أو أكثر فى وضع تضارب المصالح والغايات القومية فى حدث دولى معين وخلال فترة زمنية محددة وتزول هذه الأسباب بزوال آثار هذا التهديد، التهديد الدائم: على استمرار تعارض المصالح والغايات القومية، التهديد المباشر: فيعنى تعرض الدولة وحدودها السياسية وأرضها ومياهها وأجوائها للعدوان العسكرى المباشر وبالتالى تعريض أمنها ومصالحها القومية للمخاطر، كما قد يتجاوز التهديد المباشر مجرد التهديد العسكرى إلى تهديد المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للدولة، فيعنى إحداث متغيرات غير مباشرة قد تكون خارج الدولة أو داخلها تؤدى على المدى المتوسط إلى إحداث أضرار مباشرة للأمن القومى بجميع جوانبه، التهديد الواقعي: تعرض الدولة الفعلى لخطر دائم إما نتيجة وقوع هجوم عسكرى علنى على أراضيها أو نتيجة للتهديد بهجوم وشيك الوقوع إذا رفضت الدولة الإذعان لمطالب خصمها، تهديد محتمل: وجود أسباب حقيقية لتعرض الدولة للتهديدات دون وصول التهديد إلى حد الفعل أى تكون مراحل النزاع بين دولتين أو أكثر مازالت فى مرحلة محاولة حل النزاع بالطرق السياسية والدبلوماسية، تهديدات كامنة: وجود أسباب للخلاف بين دولتين أو أكثر دون تصاعد هذا الخلاف على السطح ورغم ذلك فمن المحتمل تطور هذا التهديد إلى تهديد محتمل أو واقع فى مراحل تالية، تهديدات متصورة: هى التى لا توجد لها أى شواهد فى المرحلة الحالية ولكن النظرة المستقبلية قد تشير لاحتمالات ظهورها على السطح بدرجات متفاوتة قد تصل فى النهاية لأن تصبح تهديدات «واقعية»، التحديات: هى المصاعب التى تواجه الدولة وتحد من معدل نموها وتشكل حجر عثرة أمام تقدمها وتحاول كل دولة جاهدة أن تضع السياسات وتستخدم الأساليب المناسبة للتغلب على هذه المصاعب والتى قد تختلف بالطبع من دولة لأخرى، المخاطر: هى الاحتمالات للعدائيات المستقبلية التى لم تتبلور بعد إلى تهديد، أى مع مضى الوقت يمكن أن تتحول إلى تهديد، ويمكن اعتبار ليبيا تشكل نطاق الأمن الإقليمى لمصر لوجود مصالح استراتيجية معها، وهو يلى فى الأهمية نطاق الأمن الداخلى حيث يغطى الدول التى لنا معها حدود مشتركة «نظرية الحدود الآمنة» وتمثله كل من إسرائيل – ليبيا – السودان، وقد تدخل كل من قبرص والمملكة العربية السعودية المملكة الأردنية الهاشمية فى نطاق الأمن المباشر إذا ما اعتبر البحر الأحمر وجزء من البحر المتوسط أداة ربط بيننا وبينها وباعتبار أن دول نطاق الأمن المباشر قد تستخدم كنقطة وثوب استراتيجى مباشر على النطاق الداخلى للدولة لذا يجب السعى دائمًا لتحويل تلك الدول من دول محايدة ثم صديقة ثم حليفة لتكون عمقًا استراتيجيًا لمصرنا العزيزة بدلًا من أن تكون مصدر تهديد مباشر لها، حزام أمن للنطاق الاقليمى: ويشمل كافة الدول التى لها حدود مشتركة مع دول النطاق الإقليمى لتأثيرها المباشر على النطاق الإقليمى وفى حالة مصر تعتبر كل من تركيا، إيران، إثيوبيا، وعديد من الدول الأفريقية أهم ركائز هذا الحزام الأمنى، قصدت توضيح تلك المفاهيم لفهم حقيقة الأوضاع التى حدثت وقد تحدث فى المنطقة.

 

عضو مجلس النواب