رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

«سفالات»، وأعتذر لكم عن بدء المقال بتلك الكلمة، ولكن فعلياً ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى من تطاول واتهامات بلا أدلة و«قلة أدب» من كل المدعين بمعرفة خبايا الأمور والأسرار العسكرية ودهاليز الاستراتيجيات والتكتيكات الحربية، وتلك التعليقات والإيحاءات الصادرة من الخبثاء وصيادي الماء العكر حول تفسير وجود قوات مصرية فى السودان هو «سفالات» وقمة الجهل، ويصب فى محاولات إشعال نيران الغضب فى مصر، فى توقيت أقل ما نقول عنه إنه حساس جداً لمصر التى عانت طويلاً وتعانى من وجع الجنوب وأعنى بها السودان، ووجع فى الشمال الشرقى، حيث فلسطين وإسرائيل ووجع فى الغرب، حيث ليبيا.

فى المسائل العسكرية، يجب أن يمتنع العامة عن التفسيرات والتـأويلات، وأن يتحصنوا بالوعى الوطنى ويتجنبوا عمليات الاستقطاب لهم التى تعمد إلى توجيههم والشطط بهم نحو أهواء المتربصين بمصر من أعداء الداخل والخارج، فى المسائل العسكرية علينا أن نثق فى جيشنا، وفى مخابراتنا العسكرية، ونثق فى قدرة القيادة المصرية والعسكرية على حماية أبنائها من أفراد الضباط والجنود خارج الحدود أى كانت محنة الاختبار، لأن وعى الشعب ووطنية هو ظهير الثقة والأمان الداخلى الداعم للجيش، تماماً كما أن جيشنا هو الظهير الحامى للشعب والوطن على الجبهة ومن كل عدو متربص تسول له نفسه الاقتراب من أرض مصر.
سطورى هذه ليس حماسة جوفاء وكلمات رنانة، بل أقولها من عمق العقل، ويدركها أولى الألباب، ففى المسائل العسكرية توجد من الأسرار التى لا يجب الإعلان عنها، ومن الخطط والأهداف التى لا يجب أن تكون مشاعاً نلوك بها فى جلسات سمرنا وعلى المقاهى، نعم من حق الشعب أن يعرف الآن مصير أبنائه المحتجزين فى السودان، فكل أم وأب قلبه مخلوع على مصير ابنه الضابط أو الجندى فى السودان، خاصة بعد الفيديو الذى تم نشره بصورة متعمدة حول جنودنا لإشعال نيران الغضب بين المصريين، وما ورد بالفيديو مرفوض جملة وتفصيلاً، لأننا لسنا فى حالة حرب مع السودان عامة، ولا مع أى من الفصيلين المتصارعين الآن خاصة، وأفراد قواتنا ليسوا أسرى لديهم حتى يتم التعامل معهم بهذا الشكل، ومؤكد مصر لن تهدأ حتى يعود كل أبنائها سالمين مع اعتذار لائق من قائد قوات الدعم السريع محمد دقلو «حميدتى» وقد يحدث هذا قبل نشر مقالى، وإلا ستكون هناك عواقب وخيمة لن أفتى فيها، لكنها من المؤكد مطروحة الآن ضمن سيناريوهات أخرى على طاولة القيادة المصرية والعسكرية.
دوماً مصر تدفع ثمن دورها كأخ أكبر، وكم تحملت فى صبر وشمم من طعنات غدر وتنكر الإخوة وإنكار الجميل، وكم تجاوزت عن تلك الطعنات عفو الكرام عن قوة منها وشموخ وليس ضعفاً، وليست عنترية أن تتحمل مصر دورها كأخ اكبر، بل هو دور واجب ولا أريد أن أقول إنه فرض عين من أجل امن الإقليم الذى إذا تداعت دولة منه تأثرت باقى الدول، كما أن مصر هى رمانة الميزان فى العالم العربى، وفى منطقة الشرق الأوسط، ودورها فى أفريقيا لا يقل عن هذا، أى اضطراب أو ضعف فى مصر لن تنجو من آثاره دول المنطقة، وسقوط مصر لا قدر الله هو سقوط لكل الدول العربية والخليجية، وهذا ما تعلمه جيداً هذه الدول أى كانت توجهاتها وما تكنه من حب أخوى حقيقى لمصر أو عداوة مكنونها الغيرة، لكنها فى مجملها تدرك أن أمن مصر هو ضمانه لأمنها، وقوة مصر ضمانة لحمايتها وسيادتها على أراضيها، وتتحمل مصر منذ عقود طويلة جداً أعباء دور الأخ الأكبر حتى وهى فى أحلك الظروف الاقتصادية والسياسية.
لكن مصر فى نفس الوقت تعلمت من تجاربها السابقة، تعلمت من حرب اليمن ومن حرب فلسطين، وخطواتها الآن رصينة متعقلة، مدروسة بالمسئولية والموضوعية لا تسير خطواتها مدفوعة تحت ضغوط الشعارات الرنانة وعنترية الزعامة، وللحديث بقية...


[email protected]