رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إن الربيع يحمل فى طياته المعانى الكثيرة، فالربيع من العمر أمتعه والربيع من الحب أحسنه، والربيع للأوطان هو أفضل أحوالها وأزهى عصورها، ولقد نعلم أنه فى قلب كل شتاء ربيع يختلج ويأتى بعده، ووراء كل ليل فجر يبتسم، إن الذى سوى الربيع ربُ مبدع يهب من يشاء الجمال فأنى وجدت الجمال فاسأل عن مبدعه وإنى رأيت الطبيعة بجمالها فاسأل عن صانعها ولا تجعل الجمال يحول بينك وبين من سواه فلا تشغل نفسك بالرسالة التى تقرأها وتتغافل عن مرسلها وهو الله سبحانه وتعالى «صُنْعَ اللَّهِ الَّذِى أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ الآية 88 سورة النمل.

- هذا هو الربيع الذى أرادت قوى الشر استخدام معناه زوراً وبهتاناً لتحقيق مآربها وتفتيت أركان الدول التى تستهدفها وتجعلها دولاً فاشلة حتى تستطيع سلب ما تبقى من ثرواتها مستخدمة هذا الشعار تحت مسمى الربيع العربى، ولكن أنى لهم ذلك فإن الأمر لن يكون كذلك رغم هذه الاعتداءات البشعة على البشر وعلى الحجر وعلى الأثر فلقد قذفوا بالربيع بمعناه الجميل فى أتون ما سُمى بالفوضى الخلاقة فكيف يكون الخراب والدمار ربيعاً؟! وكيف تكون الفوضى خلاقة؟! إن الخراب والدمار لا يستويان مع الربيع ولا يستوى معنى الخلاقة مع الفوضى بل إن الربيع يستوى معه النماء والزهور وشدو البلابل ويستوى معه المناظر الخلابة وليست الفوضى الخلاقة كما يدعون.
- إن الربيع سوف يبقى ما بقيت الحياة عنواناً للنماء والازدهار والمحبة والصفاء، ولقد نرى أسطورة الغناء العربى الفنان فريد الأطرش فى رائعته المغناة المسماة بالربيع وهو يلوم أيام الصيف والخريف والشتاء، فــفى الـصيف يقول عن حبيبه: من يوم ما فاتنى وراح , شـــدو البلابل نواح، والورد لون الجراح وفى الخريف يقول: مر الخريف بعده دبّل زهور الغرام والدنيا من بعده هوان ويأس وآلام وعن الشتاء يقول: آدى الشتاء يا طول لياليه على اللى فاته حبيبه بيناجى طيفه ويناديه ويشكى للكون تعذيبه ولكنه عندما بدأ يهل عليه الربيع بأطيافه الجميلة فنادى عليه وقال: ياليل يا بدر يا إنسان ياطير يازهر يا أغصان هاتولى من الحبيب كلمة تواسى العاشق الحيران وكل هذه مفردات الربيع الجميل من ليل جميل وبدر ساطع وطير وزهر وأغصان.
- هكذا عاد الربيع من تانى والبدر هلت أنواره واستطاع الربيع بقوته ونمائه وازدهاره وثورته العارمة على الذبول والجفاف أن يخرج من أتون الفوضى الخلاقة التى قذفته فيها قوى الشر تحت مسمى الربيع العربى وأن يعود من تانى، ربيعاً جميلاً مزدهراً تشدو فيه البلابل بأعذب الألحان وتتقشب الطبيعة بأزهى الزهور، هذه هى قوة الحياة والنماء ضد قوى الخراب والفناء هذا هو الحق ضد الظلم، إنها الحياة، إنه الربيع بجماله وقوته عاد من تانى.