عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

الليلة قد تشبه البارحة أحيانا فى بعض الأحداث والظروف، لكنها لا تشبهها على إطلاقها! فالكلب الذى عقر مواطنا مؤخرا وتسبب فى وفاته مملوك لمذيعة.. والكلب الذى هجاه احمد فؤاد نجم فى قصيدة شهيرة عنوانها «كلب الست» كان مملوكا لسيدة الغناء العربى أم كلثوم.

- كلب الست ام كلثوم عض الطالب إسماعيل أمام فيلتها أثناء سيره مع زملائه قادمين من كليتهم الواقعة خلف فيلتها. ذهب الطالب إلى القسم للإبلاغ بالواقعة ولكن المفاجأة التى أذهلت «نجم» ودفعته لكتابة قصيدته كانت القبض على إسماعيل رغم انه الضحية والإفراج عن الكلب! وقال نجم ايضا فيما بعد أنه التقى «المعقور» واكتشف انه «أغلب من الغلب»؛ حتى أنه تفاخر فى تصريحاته بأن من عضه هو كلب أم كلثوم!

- الكلب الذى عقر مدير البنك محمد محب فى الشيخ زايد ومملوك للست المذيعة لم يتوقف عند حد العقر؛ فهجومه عليه كان قاتلا.. ونحن هنا لا نناقش ما هو معروض أمام أجهزة القضاء.. وإنما هناك أوجه أخرى «للحادثة اللى جرت» وهزت مصر كلها! فبعد ارتفاع اسعار الطعام فى أزمة طالت الجميع حتى بعض الأسر التى تقتنى قططا وكلابا من فصائل معينة.. بمتابعة ما رشح عن كثير من هؤلاء تبين أن أسرا كثيرة تخلت عن القطط والكلاب أو ربما اكتفت بواحد منها فقط. بعضهم أعرب عن حزنه لتخليه عنهم.. وتبادل عدد منهم المشاعر والمخاوف والأحزان جراء اقدامه ذلك.. خاصة أنه تم فى ذروة أيام الشتاء.. وبرروا ما فعلوه بأنهم مضطرون.. كونهم لم يعودوا قادرين على مشاركة حيواناتهم من قطط وكلاب طعامهم الذى كانوا يتشاطرونه معهم بمنتهى المتعة والشعور بالسعادة والإنسانية!

- هذا مشهد لا أنكره على أصحابه وأظن أن حفيدة الدكاترة زكى باشا مبارك «الست إيمان» تتبنى قضية الاهتمام بالحيوانات والرفق بها.. خاصة وأن مجتمعنا يفتقر إلى مثل هذا الرفق وجمعياته بدليل ما نراه من تعاملات أصحاب عربات الكارو مع الاحصنة والدواب التى يعتمدون عليها فى جر عرباتهم أو تحميل المنقولات عليها.. كونها رزقهم!

-الحقيقة أن العاصمة القاهرة تعج بالمئات من كلاب وقطط الشوارع؛ يتمتعون بالطبع بالحياة التى يوفرها لهم محبو اقتناء الحيوانات الأليفة؛ وأظن اننا لا يمكننا التعاطف مع قذارتهم ومع تلويثهم للشارع بالنبش فى صناديق القمامة أو بسيرهم جماعات يمكن أن يخيف نباحها الجماعى الصغر والكبار! شخصيا يفزعنى مشهدهم وهم متجمعين معا.. أشعر بـ«قيامة الكلاب» حينما توالى العويل والنواح والنباح بلا توقف. أشعر بالكارثة عندما يقتربون من بيتى.. وأكاد أموت فى جلدى وهم يطاردوننى فى سيارتى التى أبادر بإغلاق كل فتحة ضوء فيها.. خشية أن يفتحوا أبوابها عنوة أو يقفزوا فوق سقفها ويهاجموننى من فتحته!

- حينما أولى الادبار عنهم واستفيق من ذعرى ومخاوفى أتساءل كيف يمكن لبلدنا – مصر- أن يحل مشكلة الكلاب التى نسميها ضالة فى الشارع كيف يمكن والناس الذين كانوا يوما قادرين على اقتناء كلاب من نوع خاص تخلوا عن ذلك؛ حتى نقوم نحن فى بلدنا المحدود الإمكانيات والموارد بالعطف عليهم والرفق بهم..!

- ماذا يمكننا ان نفعل وكيف نرفق بهم؟ هل نقتلهم كالجياد مثلا؟