رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

هل الشك يصل بنا إلى اليقين؟ سؤال إنسانى اختلف حوله فلاسفة العالم كثيرًا فى مختلف عصور الفلسفة، منهم من كرس لمنظور الشك كضرورة للوصول إلى اليقين، ووفقا لفلسفتهم، كلما شك الإنسان كان فكره موجودًا وعقله حاضرًا، فيما فند فلاسفة آخرون نظرية الشك هذه بشكل إنسانى أتوافق معه، خاصة فيما يتعلق بالذات الإنسانية وقدراتها، منها ما ورد فى فلسفة ديكارت بأن الشخص الشكاك يستبعد المحسوسات والمعقولات جميعًا، وافترض ديكارت بأن هذا الشك إنما يشبه الروح الخبيثة التى تعبث بعقله، فلا تدع له أدنى ثقة فى شىء حوله، لذا على الإنسان الشكاك التخلص السريع من شكه، وأن يهزم هذا الشك هزيمة نهائية سريعة ليستشعر اليقين مع نفسه ومع ما يحيط به.

مقصد القول إن شك الإنسان فى قدراته، نفسه، نجاحه، مستقبله، البشر حوله، كل هذا نوع من الطاقة السلبية التى تربك حياته وتجعله يرفض اليقين فى حدوث ما هو إيجابى وجيد فى حياته، وهو أمر يختلف تمامًا عن التجارب العلمية فى المعامل، أو طرح النظريات الافتراضية العلمية والشك فيها وتعديلها للوصول إلى يقين ونتيجة محددة ومطلوبة من هذه الفرضيات، الإنسان ليس تجربة علمية خاضعة للشك الطويل حتى يصل لليقين، الإنسان ليس مواد كيماوية نخلطها أو نحللها فى معمل وننتظر النتيجة، بل يجب أن نتعامل مع انفسنا والآخرين حولنا بيقين وثقة وليس شكًا.

ثقتك فى نفسك والآخرين، يقينك فى النجاح والمستقبل، كل هذا يجلب لك بالفعل النجاح والتوفيق لحياة سعيدة، ومن قرأ فى سيرة مشاهير عظماء العالم فى كل اتجاه وتخصص، سنجد أن حياتهم الشخصية كانت بائسة، مفعمة بالفقر والاحتياج، رغم ذلك لم يستسلموا، لأنهم اكتشفوا السر العظيم للطاقة الإيجابية داخلهم، فوجهوا لها إرادتهم، وتمكنوا من جذب الطاقة الكونية الإيجابية ليحققوا أحلامهم وبلغوا الشهرة العالمية من أوسع الأبواب، بيتهوفن كان أصم، لكنه قدم للعالم اعظم السيمفونيات الموسيقية، لأنه سار وراء النور الذى بداخله، وراء يقينه بنفسه وثقته بها، والنماذج لهذا تملأ كتاب.

العالم المعروف والفيلسوف جان جاك روسو كان فقيرًا ووالده عامل بسيط، لكنه بإرادته وجذبه للطاقة الإيجابية أصبح أشهر فلاسفة عصره ورائدًا لعصر التنوير وللنهضة الأوروبية، أنجيلا ميركل اشهر مستشارة ألمانية كانت عاملة فى مقهى، وبإرادتها صارت مستشارة لواحدة من اقوى الدول الأوروبية، ولماذا نذهب بعيداً، لدينا طه حسين الذى ولد كفيفًا فى أسرة فقيرة فقر مدقع، لم يوقفه ظلام عينيه وسار وراء النور الذى بداخله، جذب الطاقة الإيجابية ليحصل على دكتوراه من باريس ويصبح وزيرًا للمعارف، آلاف النماذج العالمية والعربية على هذا المنوال.

وندائى لكل منكم، اكتشف سر القوة داخلك، اجذب بها الطاقة الإيجابية الكونية حولك، استبعد مشاعرك السلبية، واسع للسعادة ولو بخيالك، وستتحقق لك، أفكارك السلبية تشكل عائقًا زمنيًا بينك وبين تحقيق أحلامك وطموحاتك، ومن مؤكدات علمية ونفسية فإن اليأس، الغضب، الأحزان، الاكتئاب، مشاعر ترسل لك ذبذبات سلبية فتجذب المزيد من الطاقة السلبية لك، وفى مثال بسيط، شعورك بالخوف من كلب رأيته، سيجعل الكلب يشم رائحة خوفك بإفرازك مادة الأدرينالين، فيهجم عليك ويطاردك، كذلك هى أفكارك ومشاعرك السلبية، أفكارك ترسم طريقة حياتك، وسأختمها بالدين، وآيات القرآن والتى فى مجملها تدعو الإنسان إلى التفاؤل بالخير وحسن الظن، وتنهى عن الحزن واليأس لأنه مفتاح لدخول الشيطان وتلاعبه بحياة الإنسان سلبا وتخويفه له من الفقر، الفشل، المرض، وغيرها من هموم الدنيا، فيقول سبحانه "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" وقال "وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِى ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ"، وقال "وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ"، وقال تعالى "الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ".

فى الختام، أصدر أمرك للكون سيستجيب الكون لأفكارك.

[email protected]