رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع اللواء محمد رأفت شحاتة، نائب رئيس جهاز المخابرات العامة، والمهندس الأول والوحيد لصفقة مبادلة «شاليط» بألف أسير فلسطينى، والذى نجح فى مهمته بشكل كبير لارتباطه بعلاقات جيدة مع جميع الفصائل الفلسطينية، وتحديدًا فتح وحماس، كما أن سمعته لدى رجال المخابرات الإسرائيلية جيدة، وهو ما مكّنه من النجاح فى مفاوضاته بين الطرفين، وتمت صفقة «شاليط» تحت رعاية وإشراف من مدير المخابرات المصرية وقتها اللواء مراد موافى، وكان ذلك فى أكتوبر ٢٠١١، ولم تمر سوى عشرة أشهر حتى كانت هناك صورة أخرى بطلها رأفت شحاتة تخلى عن نظارته السوداء والملابس الكاجوال، حيث وقف مرتديًا بدلة كاملة ليؤدى اليمين الدستورية أمام محمد مرسى رئيسًا للمخابرات العامة المصرية.

كان المشهد غريبًا، فرأفت شحاتة يقسم أمام محمد مرسى وهو يضع يده على المصحف الشريف، ويقسم على الولاء الكامل لرئيس الجمهورية، وقتها تم الهجوم بشدة على إدخال المصحف فى القسم من ناحية، بدأ القسم بـ «أقسم بالله العظيم وبكتابه هذا» ومن ناحية ثانية أن نص القسم ورد فيه «وأن يكون ولائى كاملًا لرئيس الجمهورية»، وقيل إن هذه أول مرة يتم استخدام المصحف فى القسم، وأن محمد مرسى تعمد ذلك حتى يضفى على الأمر مسحة إسلامية، البعض تساءل هل لو تم اختيار مدير مسيحى لجهاز المخابرات هل سيسمح له بالقسم على الإنجيل؟!

واقع الأمر أن قسم رئيس جهاز المخابرات العامة على المصحف أمام الرئيس لم يكن جديدًا بالمرة، ولكن كانت هذه هى أول مرة يرى فيها المصريون مدير المخابرات وهو يؤدى القسم أمام الرئيس، وهو الأمر الذى كان يتم فى سرية تامة، ودون أن يطلع عليه أحد، ثم إن القسم يتم بالولاء الكامل لرئيس الجمهورية، لكن جرت موجة من التشكيك على خلفية مخاوف الرأى العام المصرى من أخونة الجماعة لكل شىء، وقد التقط الإخوان الخيط وقتها، وخرج أمين الجماعة الدكتور محمود حسين ليشير إلى أن الجماعة لو كانت تريد أخونة المخابرات لجأت برئيس للجهاز من الجماعة، لا تلتفت عزيزى القارئ إلى ما قاله حسين، فالجماعة التى لم تكن تملك من يصلح لإدارة إشارة مرور من أين لها بأحد أعضائها ليدير جهاز المخابرات لكن هذا لم يحدث، واجتهد مستشار مرسى القانونى وقتها، المستشار محمد فؤاد جاب الله، وقال إن القسم العلنى من مدير المخابرات ليس سوى تأكيد على الشفافية التى يريد أن يعمل بها النظام المصرى الجديد، بصرف النظر بالطبع عن أن الشفافية لم تكن مناسبة تمامًا لجهاز حساس مثل المخابرات العامة.

توقف الجدل تمامًا حول محمد رأفت شحاتة، ولم يقترب أحد منه ليظل تعيينه وخروجه من جهاز المخابرات من بين أسرار الحياة السياسية المصرية، لم يكن اختيار مرسى لشحاتة بسبب كفاءته فقط التى لم يستطع أحد أن يشكك فيها ولكن لأن قيادات جماعة حماس القريبة من جماعة الإخوان أثنت عليه، بل يمكن أن نقول إنها رشحته لمحمد مرسى ليخلف مراد موافى، فقادة حماس يعرفونه ويثقون فيه، وتعاملوا معه قبل ذلك فى أكثر من ملف حيث أثبت كفاءة وقدرة على الإنجاز، قبِلَ مرسى ترشيح وثناء حماس على رأفت شحاتة، فعينه فى المنصب، ربما دون أن يعود إلى قيادات المخابرات العامة ليستطلع رأيهم فى مدير الجهاز الجديد، خاصة أن مرسى لم تكن له أى خبرة بعمل الأجهزة الأمنية السيادية، لم تهدأ الأرض تحت قدمى رأفت شحاتة فى جهاز المخابرات منذ اللحظة الأولى له فى المنصب، فقد كان دخوله إليه مديرًا بداية لمشاكل كثيرة، وللحديث بقية.

[email protected]