رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

اعلم أنها ليست وردية، وأن بها من الآلام والصدمات ومفارقات الأحداث من خذلان فى البشر ما يفجعنا، يكسر قلوبنا، إنها الحياة منذ بداية الخليقة، ولكن يجب أن تصدق أن الله خلقك لترث الأرض، أى أنت يا بنى آدم جعلك الله ملكاً متوجاً على كل الطبيعة والخلق الآخر من غير البشر، فلا تستسلم أى كانت الصعوبات حولك، وهل من أمل فى الحياة أكثر مما ذكره رسولنا الكريم فى حديثه الشريف «إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها» والرسول لا ينطق عن الهوى بل وحى يوحى إليه، أى الله يأمرنا بهذا، أن نأمل ونسعى ونغرس زرعنا ومجازاً نواصل غرس الأمل فى الحياة حتى لو رأينا قيام الساعة ترسل لنا نفيرها.

 وأعود لأكمل ما بدأته على مدى أسبوعين ماضيين، بأن الإنسان يرسل إشاراته للكون، والكون يستجيب لتلك الإشارات، فإذا أحطنا أنفسنا باليأس والهم والغم، رقدنا فى هذا المستنقع وتوالت علينا الأحداث السيئة، وأصبحنا ننظر بمنظار أسود حتى لأى انفراج إيجابى يرسله الله لنا، والعكس بالعكس تماماً، ونقول عن هذا مجازًا «تفاءلوا بالخير تجدوه».

وهذا هو السر الأعظم بداخلنا، سر الطاقة الإيجابية التى علينا أن نطلقها ونتمسك بها، لتجذب إلينا مثيلاتها من طاقات أخرى إيجابية تيسر علينا الصعب، وتجعلنا نحتمل الحياة بكل تواتراها، وجرب بنفسك ألا تركز على الأمور التى لا تريدها، استبعدها من أفكارك، ستجدها لن تحدث لك، وجرب أن تخرج من بيتك ولديك تصور غامض أن أمر سيئ سيقع لك اليوم، حادث، مشاجرة، مشكلة، أو ما شابه ذلك، ستجد اليوم لن يمر إلا وقد تعكر صفوه وواجهت بالفعل ما توقعته، ولا ترجع هذا أرجوك إلى حاستك السادسة الفريدة التى تتمتع بها دون غيرك التى تنبأت لك بالسيئ، لا بل أنت الذى أرسلت إشارات للكون طاقة سلبية جذبت لك الأحداث السيئة، فعندما عندما تفكر فى شيء بانفعال شديد فهذا يدفعه إلى الحدوث الفعلى، الشعور بالقلق فى بداية يومك يجعل القلق يسيطر عليك باقى اليوم، لتجد نفسك تتصرف بتوتر مع كل الأمور أو الأشياء التى تقابلك فى هذا اليوم لتعقدها، وليتأكد لك صدق شعورك بالقلق.

ولكن جرب العكس، أن تصحو متفائلاً، أن تفكر بإيجابية فى النعم التى تملكها سواء الصحة، الأسرة، العمل، بعض المال، البيت، حتى لو كان ينقصك الكثير مما تتمناه، وردد فى تفكيرك أن هذا النهار جيد، وأنك ستجد به أحداثاً طيبة أو سعيدة، وقاوم فى جدية أى شيء يحاول أن يعكر مزاجك، أو يغير تلك الفكرة، إقسم لك أن يومك سيمر بشكل طيب.

ولا ننكر أننا نصادف فى حياتنا على الأقل شخص نصنفه بأنه إنسان كئيب، كلما قابلته، تجده لا يتوقف عن الشكوى من كل شيء فى حياته، حتى عن الصداع العابر الذى أصابه، سينقل لك صورة قاتمة خانقة عن حياته، ولن يحدثك عن أى نعمة هو بها، رغم أنه قد يمتلك أشياء كثيرة قد لا تتوافر لك، ولكنه فقد شعوره بها، ففقد متعة الحياة، لأنه حصر نفسه فى الكأبة والقلق والهم، وستجد نفسك بعد أن يغادرك قد أُصبت بكآبة وحزن غامض، وباختناق فى صدرك وكأن أكسجين الحياة قد سحب من حولك، لقد نقل إليك طاقة سلبية انعكست على أجوائك الخاصة بك، لذا أرجوك مثل هؤلاء الأشخاص تجنب لقاءهم تماماً، أنهم طاقة سلبية متحركة ومدمرة للحياة.

القادة وعظماء العالم اكتشفوا سر الطاقة الإيجابية، فحققوا نجاحات فى حياتهم رغم أن ظروفهم الحياتية لم تكن وردية بل كانت مليئة بالصعوبات، وقد أرادوا الاحتفاظ بهذا السر لأنفسهم، وتركوا الناس الآخرين كادحين نفس الدائرة المغلقة دون السماح لأنفسهم للتفكير خارج تلك الدوائر بإيجابية لتحسين ظروفهم.. وللحديث بقية.

 

[email protected]