رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع انشقاق الإخوان عن مبارك وخروجهم عليه؟ وذلك عندما أدرك الإخوان أن القوى المدنية تسحب البساط من تحت قدميها، وفى حديث عام وبشكل معلن أشار الرئيس السابق حسنى مبارك إلى جماعة الإخوان بالاسم، قال إنه يعرف ماذا يفعلون ولديه تقارير عن لقاءاتهم بالأمريكان، بل إنه يعرف حتى الهمس الذى يدور بينهم فى الغرف المغلقة، كان تصريح مبارك وقتها نقلة فى أدائه وطريقة تفكيره وممارسته للسلطة، فالمعروف عن مبارك أنه كان يتجاهل المعارضة تماماً، لا يذكرها ولا يشير إليها وكأنها غير موجودة من الأساس، وكان يغضب بشدة عندما يذكر أحد أمامه اسم معارض، وهو ما حدث بعد أزمة أيمن نور فى العام ٢٠٠٥ والذى دخل السجن على خلفية تزويره لتوكيلات حزب الغد.

 كان الصحفى الكويتى الشهير أحمد الجار الله وقتها يجرى مع الرئيس السابق حسنى مبارك حواراً، وسأله بشكل عابر عن أيمن نور، فثار مبارك فى وجهه وهدد بعدم إكمال الحوار، ولولا المكانة التى يحتلها الجار الله لدى مبارك لكان أنهى الحوار بالفعل، لكنه لم يفعل، كان مبارك يعرف الإخوان المسلمين جيداً، كان يعرف قياداتهم بالاسم لكنه كان يتجاهلهم تماماً، ولم يذكرهم فى ٢٠٠٥، إلا لأنه كان يعرف أن الجماعة أنهت عصراً امتد لأكثر من خمسة وعشرين عاماً من التعاون مع مبارك ونظامه، وبدأت فى التخطيط للاستيلاء على الحكم بإشارة خضراء من الأمريكان، لقد قابل الرئيس مبارك عمر التلمسانى عدة مرات وهو نائب رئيس الجمهورية، لكن وبعد أن عفا عنه ضمن معتقلى عصر السادات الـ١٥٣٦ الذين دخلوا السجون فى سبتمبر ١٩٨١، لم يقابله فى قصر الرئاسة، كان من قابلوا مبارك ثلاثين معتقلاً فقط على رأسهم هيكل وفؤاد سراج الدين، ويبدو أنه أخذ قراراً بعدم دخول الإخوان مرة أخرى إلى القصر، وهو ما حدث فعلاً، فلم يدخلوه إلا بعد أن قامت ثورة ٢٥ يناير، حيث جلس محمد مرسى وسعد الكتاتنى على مائدة واحدة مع عمر سليمان نائب الرئيس فى حوار لم يسفر عن شىء للخروج من مأزق نظام مبارك الأخير.

قرر مبارك، عزيزى القارئ، أن يجعل الإخوان المسلمين مجرد أداة من أدوات حكمه، منحهم حرية العمل والتصرف وحظر عليهم أن يقتربوا من القصر، ولأنهم لا عهد لهم فقد حاولوا ذلك عدة مرات، قابلهم بعنف فدخلوا السجون ووقفوا أمام المحاكم العسكرية وخسروا كثيراً من أموالهم، لكنهم سرعان ما كانوا يخرجون ليعاودوا العمل من جديد، وليواصلوا جمع الثروات تحت ظلال مبارك من جديد أيضاً، كان ملف جماعة الإخوان الإرهابية فى نهايات عصر السادات من بين اختصاصات مؤسسة الرئاسة، لكن مبارك نقل الملف إلى الجهات الأمنية، كان جهاز أمن الدولة هو العصا الغليظة التى طاردتهم فى كل مكان لإحكام السيطرة عليهم، ولم يكن بعيداً عن العمل جهاز المخابرات العامة وتحديداً فى الفترة التى رأسه فيها عمر سليمان، ولأن للمخابرات الحربية تقاطعات عديدة مع ملف الإخوان فلم تكن بعيدة عما يجرى، وللحديث بقية.

[email protected]