عيد الأم

ـ يقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم «وَوَصَّيْنَا الْإنسان ِبوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهُنَا على وَهْنٍ» الآية 14 سورة لقمان، إن الله سبحانه وتعالى عهد إلى الإنسان وأمره أن يبر والديه أى أمه وأبيه وأن يرحمهما وأن يطيعهما فى المعروف, وقوله سبحانه وتعالى حملته أمه وهناً على وهن أى ضعفًا على ضعف وشدة على شدة وهى الآلام التى تشعر بها الأم فى الحمل وفى الوضع وفى الرضاعة وفى التربية لهذا تأكد برها فوق بر الوالد مرتين، وذلك ما ورد فى الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله أحد الصحابة من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك ثم من؟ قال أمك ثم من؟ قال أمك ثم من؟ قال أبوك.

ـ إن الأم هى صمام أمان الأسرة وأساس تماسكها وتلاحم أفرادها لما تقوم به من دور وجهد فى سبيل تربية أبنائها ورعايتهم، إن الأم هى القلب الحنون الذى يضم الجميع تحت لوائه، ولقد حرصت جميع الأمم منذ نشأة البشرية على بر الوالدين وعلى تكريم الأم لدورها العظيم فى المجتمع، فهى كما يُقال نصف المجتمع وتلد النصف الآخر فهى إذن المجتمع كله ولقد كرمها الله سبحانه وتعالى وجعل لها أعلى المراتب وجعل الجنة تحت أقدام الأمهات كما جعل الله سبحانه وتعالى طاعة الأم ورضاها مفتاحاً من مفاتيح الجنة.

ـ إن الأم عطر يفوح شذاه، وعبير يسمو علاه، إنها وصية الإله، هى موطن الشكوى ومصدر الأنس وأساس الهناء يطيب الحديث بذكرها ويرقص القلب ويخفق للقياها وحنانها يفيض ونبعها زلال لا ينضب لا تكفيها الكلمات بل إن القلب مستقرها محبة وعرفاناً.

- إن أبواب السماء تتفتح وتستجاب الدعوات لمن كان بارًا بأمه ويجب أن يتأكد هذا البر عندما يشتعل رأسها شيبًا وعندما يهن العظم منها وتزورها الأسقام فلا بد أن ترى من أولادها قلبًا رحيمًا ولسانًا طيبًا ويدًا حانية لأنها الأم العظيمة التى بذلت كل حياتها من أجل أبنائها، تحية عطرة لكل أم عظيمة فى عيدها وتحية عطرة لكل أم فارقت الحياة ودعاء من القلب أن يرحمها الله سبحانه وتعالى رحمة واسعة وأن يغفر لها وأن يسكنها فسيح جناته، فلا يمكن أن ننسى من فارقونا بعد رحلة العطاء العظيمة، بهذا يكون عيد الأم عيداً لنا جميعاً.