رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

 

 

 

 

 

يعجبنى فى الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه يعتمد فى سياسته الوطنية فى قيادة البلاد على المصارحة والمكاشفة. وهذه السياسة نادراً ما يستخدمها أى حاكم خاصة فى منطقتنا العربية أو الإقليم بأكمله. إن سياسة الرئيس التى تعتمد على الوضوح والصراحة والشفافية، هى سمة مهمة فى القيادة السياسية، التى تنفذ تأسيس الدولة الوطنية الجديدة التى من حق المصريين أن يتباهوا بها. وهذا هو الفرق بين قيادة سياسية وأخرى غير مدركة عواقب الانفصام بينها وبين المواطن. وقد تجلى ذلك كثيراً وكثيراً فى العديد من المواقف للرئيس السيسى، وكان آخرها عندما ترك الكلمة المكتوبة وارتجل حديثه فى الندوة التثقيفية رقم 37 للقوات المسلحة. وتظل هذه الندوة نقطة فاصلة فى تاريخ البلاد، حيث إن الرئيس السيسى تفاعل تفاعلاً شديداً مع وقائعها. ولأول مرة يخرج الرئيس على البروتوكول الموضوع ويتحدث بشفافية إلى كل المصريين.

وهذه هى طريقة الرئيس وعادته ما تعنى أنه لا يعرف الانفصام بين الحاكم والمحكوم، وإنما هناك ترابط قوى يعتمد بالدرجة الأولى على الوضوح والصراحة والشفافية... ولذلك أتمنى من كل المسئولين فى كل المواقع داخل البلاد أن يقتدوا بسياسة الرئيس فى هذا الشأن فى كل المواقع بلا استثناء.

وفى هذا الشأن نجد تصريحات لبعض المسئولين وخاصة الوزراء منهم، تحتاج إلى إعادة صياغة وضبط من نوع خاص، حتى لا يصطدموا بجمهور المواطنين، فجميع هؤلاء المسئولين يتحدثون إلى الناس بشكل دائماً ما يكون مغايراً للحقيقة ولا يمت لها بصلة من قريب أو بعيد فيما يتعلق بالأوضاع العامة.. فى الغالب الأعم ما تجد الوزراء والمسئولين يتحدثون فى وادٍ مغاير تماماً للواقع المعاش على الأرض.

الأمثلة كثيرة وإحصاؤها صعب فهؤلاء المسئولون يتحدثون بلغة مغايرة للواقع الذى يعيشه الناس، وفى الغالب الأعم نجد تصريحات المسئولين عبارة عن عبارات إنشائية لا تقدم ولا تؤخر، وهذا طبيعى طالما أن هناك انفصالاً بين المسئول والمواطن، وهناك سياسة غشيمة يتبعها المسئولون فإما أن تكون تصريحاتهم صادمة للناس لأنها مغايرة للحقيقة، وإما أن تكون عكس اتجاه المواطن، وإما أن تكون إنشائية لا تعطى معنى ما فيما يتحدث بشأنه.

هناك بعض المسئولين يتهربون من الواقع الأليم، ويقومون بتزيين تصريحاتهم وأقوالهم، ولا يقتربون من صلب «المشكلة» وكأنهم بهذا الشأن يضحكون على الناس، ويظنون فيهم الغباء، فى حين أن المواطن المثقل بالهموم والمشاكل، لديه من الكياسة والفطنة، ما يجعله قادراً على تفسير وتوضيح تصريحات المسئولين وتنفيذها فى إطار من الجدية، والعيب الحقيقى أن يتمادي- أى مسئول- فى عدم حسن الظن بالمواطن الذى لا تخفى عليه ألاعيب المسئولين المختلفة.

هذا ما جعل هناك فقدان ثقة بين المواطن والمسئول، ولم يعد يطمئن إلى المسئولين المخادعين فى تصريحاتهم التى تبدو فى غالبها ويعتبرها مضيعة للوقت، للتحايل والتدليس والكذب على الناس.. وبات هناك انفصال شديد بين المواطن والمسئول فى بعض المواقع. المهم الآن أن يراجع المسئولون أنفسهم والتدقيق فيما يطلقون من تصريحات، أو تقليد الرئيس فى المكاشفة والمصارحة بدلاً من اتباع سياسات العصور السابقة القائمة على الغش والخداع.

والعيب الحقيقى أن يتمادى- أى مسئول- فى عدم حسن الظن بالمواطن الذى لا تخفى عليه ألاعيب المسئولين المختلفة.

المهم الآن أن يراجع المسئولون أنفسهم والتدقيق فيما يطلقون من تصريحات،فى ظل وجود القدوة أمامهم المتمثلة فى القيادة السياسية التى تصارح المصريين وتكاشفهم فى كل الأمور.