يشير معجم وقاموس المعانى إلى أن كلمة «الكَتِف من بين معانيها تعنى اَلْإِسْنَادَ وَالدِّعَامَةَ؛ وتَكاتَفَتْ جُهودُهُمْ أي؛ تَعاوَنُوا، تَضامَنُوا. والكَتِفُ» فى الموروث الشعبى المصرى هى كلمة ذات مدلول ومعان جميلة تعنى السند والمتكأ الذى لا يخذل، وهذا هو المدلول الشامل لمبادرة «كَتِف فى كَتِف» التى أطلقها التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى.
«كَتِفٌ فى كَتِف» هى آخر عنقود المبادرات التنموية المتنوعة للتحالف الوطنى لدعم الفئات الأكثر احتياجًا فى جميع محافظات مصر، وذلك فى إطار حشد وتعبئة جهود المجتمع الأهلى والمدنى جنباً إلى جنب مع جهود الدولة من أجل تخفيف حدة الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، والتى يعانى منها العالم أجمع. خاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك.
و«كَتِفٌ فى كَتِف هى أكبر مبادرة للحماية الاجتماعية فى مصر والعالم. تهدف إلى توفير 4 ملايين صندوق مواد غذائية، وهى المبادرة الأكبر أيضاً من حيث عدد المتطوعين، كما أن صندوق المواد الغذائية الذى تقدمه المبادرة هو الأكبر أيضاً، إذ يكفى الاحتياجات الغذائية لأسرة مكونة من 5 أفراد لمدة شهر.
وحسن فعل التحالف الوطنى بالإعلان عن إطلاق المبادرة يوم 17 مارس فى احتفالية كبرى فى استاد القاهرة الدولى، فى اصطفاف هو الأكبر لمتطوعى التحالف، وتمثيل لكافة أطياف الشعب المصرى من كافة المحافظات، فى مظاهرة خير وللخير.
التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى وأنا أحب أن أطلق عليه لقب تحالف الخير الوطنى أُطلق فى 13 مارس 2022؛ أى أنه بعد يومين من كتابة هذه الكلمات يكون أكمل عامه الأول وهو المظلة الجامعة المنظمة والموحدة لجهود العمل الأهلى والمدنى فى مصر. فى عامه الأول؛ التحالف قام بأنشطة تنموية متعددة ومتنوعة بجهود تطوعية كبيرة جداً. «كَتِفُ فى كَتِفُ» ليست المبادرة الأولى الأكبر التى يدشنها التحالف، ولن تكون الأخيرة.
التحالف سبق أن أطلق أكبر مبادرة إطعام فى مصر، وهى مبادرة «خيرك سابق» التى استهدفت تقديم الدعم الغذائى لنحو 5 ملايين أسرة على مدار العام. التحالف أيضاً فى المحور الاجتماعى عمل على توفير السكن للائق لنحو 54 ألف مواطن. ذلك إضافة إلى عديد الأنشطة فيما يتعلق بالمساعدات والحماية الاجتماعية، وكذلك فيما يتعلق بدعم الأنشطة الاقتصادية، المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وكذلك مبادرة «ازرع» المتعلقة بالإنتاج الزراعى، وتستهدف تحسين دخل 100 ألف من صغار المزارعين، وتوفير المحاصيل الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائى، وتقليل الفاتورة الاستيرادية، وتوسيع رقعة الأراضى المزروعة بالقمح، وتوفير التقاوى الزراعية عالية الجودة. فى محور الصحة كذلك؛ قدم التحالف خدمات صحية مختلفة لما يقرب من 5 ملايين مواطن.
لذلك؛ لن يكون من باب المبالغة الزعم بأن التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى هو المشروع الأكبر والأهم فى الطريق للجمهورية الجديدة، فالتحالف يترجم فعلياً كلا من الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان، ورؤية مصر 2030، ويحيل محاورهم إلى واقع ملموس، ويحافظ على السلم والأمن والاستقرار المجتمعى.
والتحالف الوطنى عبر مؤسساته المتنوعة، يحقق عدالة الاستحقاق والتوزيع، من خلال حوكمة العمل الأهلى والمدنى بالاعتماد على «الاستهداف الذكى» للمستحقين، عبر الاعتماد على شراكات واسعة بين مؤسسات التحالف من جانب، وبين الجهات الحكومية ذات العلاقة بأنشطة التحالف من جانب آخر. ذلك بهدف تعظيم الاستفادة من قدرات وموارد مؤسسات العمل الأهلى، وفى الوقت ذاته ضمان وصول الدعم لمستحقيه الأكثر اِحْتياجًا فِعْليًّا من خلال الاعتماد على قاعدة بيانات للمستفيدين تضم ما يقرب 38 مليون مواطن.
التحالف وعبر مؤسساته يعمل أيضاً على بناء القدرات، وتعميق ثقافة التطوع، من خلال أنشطة رفع الوعى والتدريب التى يقوم بها. إذن التحاف الوطنى للعمل الأهلى التنموى هُوَ تَحَالُفُ وَلَدٍ كَبِيرٍ، وَسَيَبْقَى كَبِيراً وَفَاعِلاً بِجُهُودِ مُتَطَوِّعِيهِ وَالْقَائِمِينَ عَلَيْهِ.