رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

أطلق الحاجب صيحته بصوته الجهورى قائلا محكمة، فوقف الجميع ايذانا بخروج هيئة المحكمة لاعتلاء المنصة برئاسة المستشار بهاءالدين المرى وعضوية المستشارين سعيد السمادونى، محمد عبدالعزيز، ونودى على الأم معيدة الجامعة إسراء. أ.ع المُتهمة بتعذيب نجلها وإجباره على التسول، ووقفت أمام منصة المحكمة ليوجه لها المستشار بهاء المرى سؤالا عما ارتكبته من جرائم فى حق طفلها الذى لم يتجاوز عمره السنوات الـ9، وسرعان ما استرجعت هيئة المحكمة مشهدا مطابقا لمحاكمتها، فقد وقفت نفس المتهمة امام ذات الدائرة فى العام الماضى بنفس القاعة، لكنها كانت مجنيا عليها عندما تم القبض على شقيقها وصديقه عندما طلب من صديقه ان يخدعاها بحجة الذهاب للشهر العقارى بسبب خلافهما على الميراث، وفى الطريق يحاول اغتصابها ويقوم شقيقها بتصويرها وعندما استعصت عليهما، قام شقيقها بتعريتها وتصويرها عنوة فألقت بنفسها من السيارة، وحكمت ذات الدائرة فى العام الماضى على شقيقها المتهم محمود. ا. ع متعهد توزيع طيور بالسجن 15 عاما، وكذلك ادانة صديقه بالسجن لمدة 15 سنة أيضا مع الشغل بعدما وجهت لهما اتهامات الخطف بطريق التحايل، وهتك ‏عرضها، وسرقة المبالغ المالية والهاتف الجوال والمستندات، واحتجاز المجني عليها، وحيازة ‏أداة تستخدم في التعدي على الأشخاص، وتدور الدائرة ليعاد المشهد ولكن باختلاف. فبالأمس القريب حضرت المتهمة امام ذات الدائرة كمجنى عليها واليوم اختلف المشهد وحضرت متهمة بجرائم وحشية فى حق من؟ فى حق فلذة كبدها الطفل الذى عذبته على مدى عدة سنوات بأبشع ألوان وصنوف التعذيب ليصبح طفلها ذو الـ9 سنوات حطام طفل، فمن يرى الطفل يبكى لسلخها رأسه بماء مغلى ثم تنهال عليه ضربا بخرطوم ماء غليظ لا يستخدمه عربجى فى ضرب دابته فأحدثت به جروحا غائرة احدثت فجوات عنيفة فى جسده رأيتها بصوره، فلم اتمالك نفسى من شدة البكاء وامعانا فى تعذيبه لأنه كان يرفض ان يتسول فى الشوارع العامة، لأنه لا يستطيع تحمل معايرة الناس له وهو يتسول فكانت تضربه وتعذبه بالكى، فى اخر الليل حتى لا ينقذه احد وتظل تعذبه حتى يغيب عن وعيه حتى اراد الله ان ينكشف امرها عن طريق الجيران، وتبين أن السيدة مطلقة وتقطن مع نجلها بمفردها بإحدى الشقق بمساكن حكومية بمنطقة العيسوى بجوار المقابر، صوروها وأرسلوا الصور لوالده وعندما استمعت لأقوال الطفل على سبيل الاستدلال والذى اصابته حالة نفسية وهلع من امه وخوفا منها ادعى أن إصابته ناتجة عن سقوط حلة الشوربة عليه، ولم يتهم والدته، بينما أكدت اقوال الجيران أن الطفل دائم التسول وأن الأم تقوم بضربه وتعذيبه حتى يعود لها يوميا بمبلغ مالى، وأكدت تقارير الطب الشرعى اصابته بالرأس وبالظهر وبخلفية الطرفين بوحشية وهى اصابات حرقية متفرقة من ماء مغلى واثار تعذيب، وانه يعانى من اهمال نظافة واهمال تعليم وحروق قديمة واحداث عاهات مستديمة بفقد مساحات كبيرة من فروة رأسه وتم تسليمه لوالده لرعايته، وقبل ان يصدر الحكم عليها بالسجن 13 عاما بإدانتها بالاتجار بالبشر واحداث عاهة مستديمة، وجه اليها المستشار بهاء المرى كلمته التى جاءت كالسيف البتار، قائلا الأمُومَةُ عَطَاءٌ حُبٌ ورَحمةٌ وإيثارٌ وفِداء أمَّا لديكِ فكانت تجارة ثُمَّ قَسَا قلبُكِ مِن بَعدِ ذلكَ، فهو كالحِجارة كم مِن مُجرمٍينَ تَاجرُوا بالبَشَر، أمَّا أن تُتاجرَ أمٌّ بطفلها فذلكَ شَيءٌ نُكر، لم تَعرفى مِن الأمومَةِ إلا اللقب، أحبَبتِ المالَ حُبًا جَمًا، وفى سبيلِهِ هانَ الوَلَد أكرهتِ فِلذةَ كبِدكْ على التَسوُلِ، وبماءٍ كالمُهلِ حرَّقتهِ كلما رفَض، كيفَ كُنتِ، والماءُ الحَميمُ يشوى فَروةِ رأسه، ويعوق حركة كتفه؟!

وواصل المستشار بهاء المرى كلمته: «ما حالُ قلبِكِ وقطعةٌ من روحِكِ تَرتعِد؟ ما حالُ ليلِكِ، وهو يئنُّ وينتحِب؟! هل غمَضَت عيناكِ، وهل كنتِ تنامين؟.. فالأمُّ، خُلقَتْ لتَحنُو، لا لتُفسِدَ من الأبناءِ الجَسد، لم تأتِ دابةٌ ما جِئتِهِ، بل تَرفعُ حافرَها عن صَغيرِها، خَشيةَ أن تُؤذِيَه، لم تَعرفْ الرحمةُ سبيلاً إلى قلبِكِ، واستَعصَى على المَحكمةِ عند التطبيقِ، أن تَشمَلِكْ، فَمَن لا يَرحَم لا يُرحَم». وبثبات انفعالى استقبلت المتهمة الحكم دون دمعة واحدة.