رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

 

 

 

لست «شيفونية» عندما أعلن أنى أغار على مهنتى الصحافة من كل الدخلاء الذين لوثوها وأساءوا إلى شرفها، وامتهنوا كرامتها وحاولوا خلع التاج عن الملكة بعد أن زحفوا على بلاطها وتسلقوا عرشها كالأفاعى، وهم لا يستحقون الاقتراب من بلاط صاحبة الجلالة، لست «شيفونية» عندما أطالب بأن الانتخابات بنقابة الصحفيين يجب أن تكون نموذجًا مثاليًا تحتذى به كل النقابات الأخرى، نموذجا يخلو من أى شبهات، من أى تمسح بمساندة مسئولين أو أصحاب مراكز أو جهات أمنية، لأن الصحافة سلطة مجتمعية خطيرة لا تقل خطورة فى التأثير عن السلطات الثلاثة التنفيذية والتشريعية والقضائية، لأن قلم الصحفى الشريف يقارب قوة القانون الذى يحاكم الفسدة والمجرمين بتعريتهم وفضحهم والكشف عن بؤر اختبائهم، قلمه الشريف يعادل قوة الرصاص التى بسلاح الجندى فى الميدان، من اجل حماية الوطن وصد أعدائه من الخونة والمزايدين، الصحافة مسئولية وعلى كل كلمة رقيب أمام الله، وفساد الصحافة يعنى تدمير المجتمع بأكمله، أخلاقًا وسلوكاً، ناهيك عن تغييب عقول أبناء الوطن بالأكاذيب.

من هنا أربأ بأى صحفى مترشح لمنصب النقيب أو مجلس النقابة أن يعتقد أن تمسحه بهذا أو ذاك، هو من سيجعله نقيباً، أو عضوًا بالمجلس، وإن حدث، فلا مفر من الاعتراف بأمرين كلاهما صادم وبشع، وهو تزوير الانتخابات لصالحه، أو تزوير إرادة الناخبين بالوعود الكاذبة، والتلاعب بمسألة تهم كل الصحفيين وهى بدل التكنولوجيا.

أما حكاية أن هذا المرشح أو ذاك «امنجى»، فدعونى أقولها واضحة، إن كل مصرى يحب بلده يجب أن يكون امنجى بالمفهوم الوطنى الشريف، وليس بمفهوم التجسس على الزملاء وإعداد تقارير كاذبة لتصفية حسابات من هذا أو ذاك، أو لإثبات ولاء ما، أو للمساعدة فى قصقصة أجنحة الحرية والمعارضة الوطنية من تكميم للأفواه ومصادرة للآراء وقصف للأقلام، واقصد بأن كل مصرى -وليس صحفي فقط- يجب أن يكون أمنجى بمعنى أن يُحب الأمن والأمان والحماية لبلده، أن يبلغ عن كل خائن حقيقى أو جاسوس يستهدف امن واستقرار وطنه، أن يكشف عن أعداء الوطن من المأجورين والمخربين والعملاء وأصحاب الشائعات مثيرى البلبلة والأكاذيب، ومن المارقين الخارجين على القانون، هذا هو المفهوم الامنجى الذى يجب أن يكون عليه كل مصرى.

فهل إذا وجد أى منا قنبلة فى مكان ما لن يبلغ عنها، ويتركها تنفجر لتقتل مواطنين أبرياء، من يبلغ الشرطة عن القنبلة هو امنجى، وأؤكدها بالمفهوم الإيجابى، هكذا هو أى مواطن يبلغ عن كل ما يهدد امن وسلام ها الوطن، وليس من يبلغ عن صحفى شريف صاحب قلم حر، ورأى معارض للنظام والحكومة، فالنظام ليس الوطن، والحكومة ليست الوطن، ومعارضتهم ليست خوضًا فى الذات الإلهية، هل من إنسان على وجه البسيطة لا يخطى، ولا يجانبه الصواب مهما علا مركزه وتمددت مراكز سلطته، سبحانه وحده جل من لا يخطئ.

الأمن بكل جهاته فهو على الرحب والسعة بجهوده العادلة الصادقة المحايدة بعيدًا عن المغالطات والانحيازات وخلط الأمور، فهو امننا جميعاً، وليس امنا لدولة أخرى، ولكن أن ترتبط كلمة الأمن بدعم مرشح دون آخر، فهذا ما يفجر الجدل، بل الغضب والرفض، لأن دور الأمن يجب أن يتوقف فقط عند ضبط الاشتراطات المعروفة التى تقرها قوانين النقابات.

وأعود لنقابتنا العريقة، والتى شهد الرعيل من جيلى عظمتها وقوتها فى عقود مضت، كما شهدنا زهاء الصحافة وسلطتها لحماية المجتمع ومحاربة كل مواطن الفساد والخطأ دون خوف، شهدنا كيف كانت النقابة تحمى كرامة الصحفيين وحقوقهم، شهدنا نقباء يقولون لأكبر المسئولين فى البلد «لا» أنت على خطأ والصحفى على صواب فيما كتب ونشر طالما المعلومات موثقة، شهدنا من يتصدى لاعتقال أصحاب الرأى من المعارضين، ويحشد جيوشًا من المحامين للدفاع عن الصحفى هذا أو ذاك، وإنقاذه من براثن الظلم والتلفيق، وممن يحاولون تشويه الرموز والقامات الوطنية من الكتاب بتهم قديمة مكشوفة عقيمة، وللحديث بقية.

[email protected]