رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

 

 

 

 

 

فعلاً هناك محنة بشعة تواجه الصحف الورقية ومن رأيى أنها لا غنى عنها لأسباب كثيرة سأتناولها لاحقاً.

صناعة الصحافة حالياً تمر بأزمة خطيرة تكاد تعصف بها وتشرد الصحفيين وغيرهم من التخصصات الأخرى للعاملين بهذه المهنة. ولا ينجو من هذه الكارثة أية صحيفة سواء كانت قومية أو حزبية أو مستقلة، فالصحف الحكومية عليها ديون باهظة وكذلك الحزبية والمستقلة مع اختلاف فى أن ديون القومية تتعدى عشرات الملايين، وتكاد الصحف الحزبية تكون الأقل فى الديون، ولولا الذين يصرفون على الصحف المستقلة لأغلقت أبوابها منذ فترة.

يعنى باختصار هناك محنة شديدة تتعرض لها الصحف جمعاء ولا تستثنى صحيفة من هذه الكارثة، قد تكون الصحف القومية الأكثر فى حجم الديون، والتى تشمل ديون قروض من البنوك ومتأخرات مستحقة للتأمينات الاجتماعية، وخلافه.. ورغم ذلك تظل الصحف القومية الأكثر حظاً فى هذا الشأن، لأن الدولة تقف خلفها وتخصص لها ما تحتاج إليه من أموال، ومجلس إدارة الصحيفة القومية غالباً ما يجد الحكومة تدعمه، فلا تجد مثلاً مرتبات للصحفيين أو العاملين قد تأخرت شهراً، وفى ذات الوقت نجد أن التأمينات الاجتماعية تطارد هذه الصحف سواء كانت قومية أو حزبية أو مستقلة.

الأتعس حظاً فى هذا الشأن صحيفتا «الوفد» اليومية و«الأهالى» الأسبوعية، باعتبارهما ما تبقى من الصحف الحزبية، لأن الصحيفتين تواجهان المر فى الإصدار واستمرار صدورهما ليس إنجازاً فحسب وإنما يدخل فى إطار الإعجاز.

فمنذ سنوات وصحيفة «الوفد» مثلاً تصدر فى ظل أوضاع مريرة فى سوق الإعلانات الذى ظل لفترة طويلة مغيباً عن المشهد تماماً، وأمام مرتبات لا يمكن تأخيرها، وفى ظل ارتفاع جنونى فى متطلبات الطباعة وأسعار الورق والأحبار الذى تزايد بنسب باهظة مؤخراً.

ولا تنجو الصحف المستقلة من الكارثة، فلولا العون من الله ودعم بعض رجال الأعمال لأغلقت أبوابها بالضبة والمفتاح، والأوضاع بهذا الشكل تعد كارثية جداً، فالصحفيون يضعون أيديهم على قلوبهم شهرياً خوفاً من قرار يصدر بإغلاق الصحيفة وتسريح الصحفيين والعاملين بها.

صناعة الصحافة الورقية فى خطر شديد كما قلت آنفاً، والصحيفة الإلكترونية ليست بديلاً للورقية فى ظل هذه الأزمة الطاحنة لسبب واحد مهم بخلاف أسباب أخرى كثيرة ليس هذا مجال ذكرها.. فأما السبب المهم هو أن الإعلانات تأتى للصحيفة الورقية، وتقل كثيراً جداً فى الصحيفة الإلكترونية، وليس هذا فى صحيفة معينة وحسب وإنما فى كل الصحف سواء كانت قومية أو حتى مستقلة، فالجميع فى هذا الأمر متساوون.

المحنة التى تواجهها صناعة الصحافة ليست سهلة أو بسيطة وإنما تحتاج إلى دراسات وأبحاث كثيرة للبحث عن طوق نجاة يمنع إغلاق الصحف خاصة الحزبية التى لا تجد أى دعم من الحكومة أو غيرها.