عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع الأسف لا يزال بعض غير المؤهلين، يستغلون خطبة الجمعة فى نشر أفكارهم الظلامية الجوفاء، فى يوم جمعة الإسراء والمعراج، ذهبت لأداء الصلاة بمسجد اللبودى فى حى العمرانية الشرقية محافظة الجيزة، منتظراً ما يخاطب العقل فى هذه المناسبة الدينية المهمة، فكانت المأساة خطبة «أكلشيهية» جوفاء من أحد هؤلاء الذين يحتلون المنابر بعيدة السيطرة عن وزارة الأوقاف حول الموت وعذاب القبر، وكيف أن القبر مظلم لا توجد به أنوار أو مقاهى وشاشات تذيع المباريات!!!

45 دقيقة متواصلة من الصراخ، الندب، والنواح، والعويل من السيد الذى من المفترض أنه خطيب، فكيف يتأتى لنا أن نفهم حكمة الهية، أو ندرك معانى قرآنية، أو نستوعب قيمة أخلاقية وسط هذا الكم من الصراخ والضجيج؟!!

من يراجع هؤلاء؟؟، ومن يقر بأهليتهم للخطابة؟؟، ومن يفتش على تلك المساجد، وهل الاهتمام ينصب فقط على المساجد الكبيرة الجامعة؟؟ ونترك تلك المساجد والزاويا المنتشرة فى الشوارع والأحياء مرة أخرى لتلك التيارات المتطرفة. ثم هل هذه هى الخُطب الموحدة التى أقرتها وزارة الأوقاف؟!!، أشك فى ذلك.

خُطبة الجمعة هى الاتصال المباشر مع عقول ووجدان كل مسلم حريص على إقامة شعائر دينه، وهى مثلها مثل أى نشاط إنسانى معرفى، وأداء خطباء المساجد مثلهم مثل كل عناصر العمل والنشاط الدعوى يحتاجان إلى تطوير وتحديث وتجديد. على نحو يماثل التطور الواقع مجتمعياً، وحفاظاً على سلامة عقول وعقيدة أبنائنا.

فولتير أشهر فلاسفة التنوير يذهب فى كتابه الشهير (مقالة فى التسامح) سنة (1776م)، إلى أن التعصب عدو العقل وطارد له، وأراد الاستفادة من أجواء الغلو والتعصب لإشاعة أنوار العقل، وتأكيد الحاجة إلى العقل بوصفه منبعاً للتسامح وسياجاً حامياً له. حيث رأى فولتير أن التعصب هو مرض ذهنى ومواجهته بفاعلية العقل أفضل من استعمال القوة، وحسب رأيه إن العقل معتدل وإنسانى ويدعو إلى الرحمة.

الآن فى 2023؛ هذا هو زمن العقل، وهذه الخطب «الأكليشيهية» لا تغنى ولا تسمن من جوع، لا تشبع روحاً، أو تنقح فكراً، أو تدعم ثوابت عقيدة، التنوير دائماً ما كان ضد مصادرة العقل والحريات، هذه الخطب تلغى العقل وتشوه الدين.

فولتير اعتبر أن التعصب الدينى وما يجره من عنف دموى هو مرض المسيحية الأوروبية تحديداً، وأنا منه أقتبس أنه ليس التعصب فقط من يضر بالإسلام، لكن الجهل أيضاً، وعدم الأهلية لشؤون الفتوى والخطابة أكثر ضرراً على الإسلام والمسلمين.

الرئيس اجتمع مع وزير الأوقاف لمتابعة جهود وزارة الأوقاف فى الاستعداد لشهر رمضان الكريم، ووجّه بمواصلة جهود تحسين أحوال الأئمة والدعاة، والاستمرار فى برامج تدريبهم وتأهيلهم علمياً وثقافياً، وذلك فى إطار تعزيز جهود مواكبة الخطاب الدينى لتطورات العصر والتفاعل معه، على نحو مستنير ومعتدل، مع الحفاظ على الثوابت وتعميق الفهم الصحيح للدين الإسلامى ومقاصده السامية وترسيخ القيم الإنسانية. وهذا هو بيت الداء وهو الدواء أيضاً.

الآن ونحن فى أيام مباركة تبدو الحاجة ملحة لتشديد الرقابة على المساجد ومكافحة مثل هذه الظواهر الظلامية لتفادى انتشار الأفكار المتطرفة، وجذباً لجيل أصبح أغلبه عازفًا عن الذهاب للمساجد حتى فى رمضان. وزارة الأوقاف فشلت حتى الآن فى التعاطى مع تلك الظواهر الصوتية التى تنفجر فى عقولنا قبل آذاننا.