عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

من نعم الله سبحانه وتعالى هو نجاة مصر من السقوط فى الفخ الذى نصبته دول أهل الشر خاصة الدول الكبرى. والحقيقة أن وعى الشعب المصرى والتفافه حول قيادته السياسية كان سببا مهما ورئيسيا فى عدم سقوط مصر. كما أن الحرص المصرى على أمن كل الدول العربية يعد أيضا أمرا مهما وبالغ الاهمية، وهو ما تحدثت عنه من ذى قبل. وهذا ما أعلنه صراحة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قمة الحكومات فى دبى، عندما قال بأن الأمن القومى العربى لا يقل أهمية عن الأمن القومى المصرى، فى دلالة واضحة وصريحة على حرص الدولة المصرية على سلامة الدول العربية بلا استثناء. ولقد نجحت دول الشر فى إسقاط دول اليمن وليبيا وسوريا بسبب التشرذم العربى والعجز الواقع على الأرض، يجعل من الدول الكبرى تفعل ما تشاء وتريد، والمستفيد الأول والأخير هو إسرائيل، بل إنها تباهى بأنها شريك أساسى فى كل عدوان يتم على أمة العرب، التى نجحت كل الدول الكبرى فى أن تشغلها بقضاياها الداخلية من خلال مؤامرات الفتنة وإحداث الفوضى، ما جعل الجميع، يقف متفرجًا على كل هذه المصائب التى تحدث فى سوريا واليمن وليبيا، وإنما فى معظم الأقطار العربية بلا استثناء.

وستظل إسرائيل هى الوحيدة الرابح الأساسى فى كل ما يحدث.. وقد قلت فى هذا المكان من قبل إنه آن الأوان لأن يتخلى العرب عن الأنانية التى أصابتهم، وعن السلبية والجلوس فى مقاعد المتفرجين على ما يحدث لهم، ولابد من تغيير كل هذه السياسات العربية الحمقاء، فى ظل وجود مقومات كثيرة تمتلكها الدول العربية، للرد بقوة على هذا الجبروت الدولى.

والمعروف أن لمصر موقف ثابت ومهم فى التعامل مع كل هذه المؤامرات التى تحاك ضد الأمة العربية، وقد قطعت القاهرة على نفسها عهدًا منذ عدة أعوام وعلى وجه التحديد، بعد ثورة 30 يونيو، أن تسعى بكل السبل والوسائل للحفاظ على وحدة الأراضى العربية، ورفض كل مخططات التقسيم ومؤامرات الفوضى والاضطراب التى تحاك لجميع الأقطار العربية، وقد تنبهت مصر تمامًا لكل هذه المؤامرات وبدأت فى حرب ضروس ضد قوى الشر والإرهاب، ولاتزال تقود هذه الحرب نيابة عن العالم، وقدمت مصر الكثير من الشهداء والمصابين فى هذه الحرب المقدسة.

وكذلك سياسة مصر حريصة كل الحرص بشأن الحفاظ على مؤسسات الدول العربية، لأن سقوطها يعنى السقوط الذريع للبلاد ووقوعها فى بحور الفوضى والاضطراب، وهذا هو المطلوب طبقًا للمؤامرات والمخططات التى تنتهجها دول الاستعمار الجديد الذى يطل برأسه بخطط جديدة مؤداها هو ذات السياسة الاستعمارية القديمة التى تعرض لها الوطن العربى من قبل، والذى يثير الدهشة والاستغراب أن الدول العربية وحكامها يدركون هذه الحقائق ويجب ألا يقفوا أمامها متفرجين وعاجزين أمام هذه المؤامرات!!. أليست هذه تصرفات شاذة وغريبة وتدعو إلى الحيرة.

لذلك كانت السياسة المصرية واضحة وصريحة فى هذا الشأن، ولن تتخلى مصر عن مطلبها المهم وهو التمسك بالحل السلمى عن طريق التفاوض بين كافة الأطراف، فى الدول التى سقطت فى بحور الفوضى فهو الحل الأمثل والصحيح لكل الأزمات العربية، بعيدًا عن آلة الحرب المدمرة، ولدى مصر قناعة كاملة بأن الحلول العسكرية لن تقدم الحل النهائى فى هذه الأزمات العربية بل إن آلة الحرب تزيد الأزمة اشتعالًا ولن تؤتى بنتائج إيجابية والخاسر فيها هو الشعوب العربية الشقيقة.

أما فيما يتعلق بشأن الصراع الدولى أو القوى الدولية، فلا يجوز بأى حال من الأحوال أن تكون أمة العرب هى مركز لتصفية هذه الصراعات الدولية، فهذا شأنهم ولا علاقة للبلاد العربية بصراعاتهم، واستعراض القوى فيما بينهم..

وجميع الذرائع التى تتحجج بها الدول الكبرى بشأن سوريا وليبيا واليمن واهية، والهدف الرئيسى لدى هذه الدول تدميرها واستمرارها فى حالة الفوضى والاضطراب، وليست فى الدول الثلاث وحدها، وإنما كل الأمة العربية جمعاء، بهدف تنفيذ المخطط الصهيو أمريكى وتفتيت المنطقة وإعادة تقسيمها من جديد على أسس عرقية وطائفية، لصالح إسرائيل بالدرجة الأولى، فهل ستقف الأمة العربية كثيرًا أمام هذا المشهد، وتتخلى عن حالة العجز الشديد.. أم ستفيق من هذا النوم العميق؟!