رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يقف هذان التمثالان المنعزلان وسط الفضاء الشاسع شاهدين على مكان المعبد الضخم الذى شيده الملك أمنحتب الثالث؛ إذ كانا قائمين أمام مدخل صــــرحه الأول. وقد اندثر ذلك المعبد تمامًا. ولم تبقِ منه ســـوى لوحة من الحجر الرملى ملقاة خلـــف التمثالين، تم ترميمها مــؤخرًا، وبعض الأجــزاء من عناصر مـختلفة، كما تم اكتشاف بعض التماثيل الضخمة الخاصة بالــــملك أمـنحتب الثالث خلف التمثالين الأشهر. أقام الملك أمنحتب الثالث هذين التمثالين عند مدخل معبده الجنائزي، فلما كان القرن الأول قبل الميلاد، أى بعد حوالى 1300 عام على إقامـتهما، تصدعت بعض أجزائهما، وحدثت بالأيسر منها بعض الشقوق. وكان إذا مر هواء الصباح فى تلك الشقوق المشبعة بالندى، سـُـــمع له أزير وصفير كالغناء، مما حـدا بمؤرخى اليونان الذين زاروا مصر فى القرن الأول قبل الميلاد أن زعموا أن التمثال يغنى مع شروق الشمس. وسجلوا تلك الظاهرة الغريبة كتابة على ساق التمثال وقاعدته. وكتبوا قصائد باليونانية عن ذلك. واهتم كثيرون بتلك الظاهرة حتى جاء الإمبراطور الرومانى «هادريان» وزوجته فـقضوا عدة أيام بجوار التمثال للاستمتاع بغنائه. وحرص كثير من العظماء والمؤرخين على تسجيل أسمائهم على التمثال، فنجد ثمانية أسماء من حكام مصر من الرومان مسجلة عليه أما عن الربط بين هذين التمثالين وبين «ممنون»، فقد كانت لليونان فى ذلك أسطورة لا تخلو من طرافة. لقد نُسب التمثالان إلى أحد الأبطال الأثيوبيين، ويدعى «ممنون»، الذى اشترك فى حرب طروادة. وحدث أن قتله «أخيل»، أحد الأبطال اليونانيين فى تلك الحرب. وكان ممنون يعتبر ابنًا لإلهة الفجر «إيوس». وزعموا أن ذلك البطل الذى مات مقتولاً، كان يحيى مع نسمات كل صباح بصوت حزين. وزعموا أن الندى الذى كان يتساقط حينذاك هو دموع أمه الثـكلى. وأراد القدر أن يضع حدًا للأساطير التى كانت تحاك حول هذين التمثالين، وذلك أنه عندما قام أحد الأباطرة الرومان بإصلاح ما كان قد تصدع من التمثالين فى حوالى عام 200 ميلادية، فتوقف الصوت إلى الأبد، ذلك الصوت الذى كان زمنًا طويلًا سببًا لتوافد الزوار والرحالة إلى مصر. وبقيت الحقيقة الواقعية، وهى أن هذين التمثالين كانا للملك أمنحتب الثالث، أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة، التى كانت ربما أقوى أسرة حاكمة فى التاريخ المصرى القديم.

مدير متحف الآثار-مكتبة الإسكندرية