رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

الكل يعرف قيمة تربية الأبناء على القيم الحضارية لبناء المجتمع الإنسانى الناجح، ولاشك أن مجتمعاتنا العربية تتمتع بقدر كبير من القدرة على غرس معظم هذه القيم وخاصة الأخلاقية والدينية والاجتماعية منها، لكن الحقيقة الواضحة أننا نهمل القيم السياسية إهمالاً يكاد يكون متعمداً مع أنه من المسلم به لدى الجميع أن الانسان « حيوان سياسى» لكننا قصرنا المعنى هنا على أنه يعيش فى ظل دولة وحكومه تؤدى له خدمات أياً كان شكلها !!

إن كل دول العالم تربى أبناءها على احترام نظامها السياسى ملكياً كان أو جمهورياً وتعوده على ممارسة آليات العمل السياسى فى ظل هذا النظام منذ طفولته. وقد كنا فى مصر كذلك حتى وقت قريب، فكنا نمارس العمل السياسى فى المدارس والجامعات من خلال اتحادات طلاب المدارس والجامعات تحت إشراف المدرسة أو الجامعة ومنها عرفنا كيف نشارك فى العمل السياسى خارجهما حيث انتخابات المحليات والمجالس النيابة سواء كان ذلك فى زمن الحزب الواحد (الاتحاد الاشتراكى) أو فى زمن التعددية الحزبية، ومع أن تلك الممارسات كانت تتم بشكل صورى وربما مصطنع فى كثير من الأحيان إلا أنها كانت تفرز فى النهاية قيادات متمرسه قادرة على تحمل المسئولية حيث كان التصعيد الانتخابى عملية مهمة وضرورية لمن يريد الوصول إلى المناصب السياسية العليا.

والحقيقة أننا الآن – وخاصة بعد زمن الثورات والإغلاق وكورونا – فى حاجة ماسة إلى عودة النشاط والممارسة السياسية الجادة والحرة لكل الفئات العمرية وفى جميع الطبقات، فمنذ أن توقفت انتخابات المحليات وأصبحت انتخابات المجالس النيابة موكولة إلى الأحزاب الصورية – الورقية لم يعد لدينا ممارسة سياسية حقيقية وجفت منابعها وفى هذا خطر كبير على حيوية المجتمع السياسى وخاصة فى ظل ما كنت أسميه فى كتاباتى السابقة الجمهورية الثانية.

إن الحياة السياسية السليمة لن ترى النور من خلال اتاحة الممارسة السياسية الحرة فى المدارس والجامعات والأحزاب الحقيقية ذات القواعد الشعبية الحقيقية، وذلك لن يتأتى إلا فى مناخ صحى يبنى الثقة مع المواطن العادى الذى يمكنه المشاركه فيها من خلال الترشح لعضوية المجالس المحلية أولاً ثم النيابة ثانياً بعيداً عن الإملاءات الفوقية وماكان يحدث من قبل من تربيطات وتقفيلات على أناس معينين من أصحاب المصلحة والقدرات المالية العالية الذين يحرصون بكل السبل على الإمساك بكل السلطات وتكديس كل الثروات بعيداً عن أعين الجهات الرقابية وعن أعين الناس. إن الناس فى بلدنا الحبيب طيبون ومحبون للحياة ويأملون صباح – مساء فى غد أفضل لكن هذا الغد الأفضل لن يأتى دون جهد وعرق ولاشك أنهم بذلوا ويبذلون كل ما يملكون فى سبيل ذلك وبقى حقاً لهم وفرض عين على الدولة أن تتيح لهم التعبيروالترشح والاختيار الحر لمن يمثلهم فى المجالس المحلية التى افتقد المواطن دورها المدنى والرقابى بشدة فى السنوات السابقة ولا يزال الناس يرزحون تحت الفساد فى المحليات منذ زمن الرئيس مبارك لدرجة وصفها أحد رجاله «أن الفساد فيها للركب«!! وللأسف ربما صار الآن حتى الأعناق؛ فلدينا حى فى مدينة 6 أكتوبر يرصفونه من عدة سنوات ولم يتطور أمره على مدار السنوات السابقة رغم إقرار ميزانياته!!