عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

أعود مرة أخرى إلى الحديث عن الأسواق والتصدى لجشع التجار وكيف يواجه المواطن هذا الجشع البشع.

فى ظل منع  الفوضى  التى تسود الأسواق وأمام الجشع الذى يمارسه التجار، لابد من إثارة قضية بالغة الأهمية، وهى ضرورة تبصير المواطن بكل حقوقه، وأن يتمتع المستهلك بثقافة التمسك بكل حقوقه حتى لا يقع فريسة لهؤلاء التجار الذين يمارسون أبشع أنواع الجشع..

من حق المواطن الذى يرى غشًا فى السلعة أو يجد من يرفع السعر أكثر من اللازم، أن يردع البائع أو التاجر، أولاً بالامتناع عن شراء هذه السلعة الغالية الثمن، ثم الابلاغ عمن يرتكب هذه الجريمة.

وأعلم أن جهاز حماية المستهلك لا يتوانى أبداً عن مساعدة المواطنين فى هذا الشأن، وكم من أناس لجأوا إليه وقام بدوره على التو والحال بدون تأخير أو مماطلة، وأعلم أيضًا أن الجهاز يناشد المواطنين بصفة مستمرة، أن يقوموا بالإبلاغ فورًا عن أية عملية غش فى السلع أو البيع بشكل مبالغ فيها، وقد أعلن الجهاز أنه أحال تجارًا كثيرين إلى النيابة.

عندما يقوم المواطن بالتصدى للتجار الجشعين، فإنه بذلك يردع كل من تسول له نفسه أن يقوم باستغلال الناس أو النصب عليهم، فالمفروض ألا نترك الأمر فقط للأجهزة المعنية، بل يجب على المواطن نفسه أن يقوم بمساعدة هذه الأجهزة من خلال التصدى لهؤلاء التجار الجشعين الذين يستغلون حاجة الناس ويتصرفون تصرفات حمقاء لا ترضى بها الضمائر والأخلاق.

لقد روى لى صديق أنه اشترى دواء من صيدلية واكتشف أن هذا الدواء مخالف لما حدده الطبيب، وعندما توجه إلى الصيدلية لاستبدال الدواء، رفضت إدارة الصيدلية، مما اضطره إلى طلب الشركة التى استجابت على الفور لمطلب المواطن، وكانت النتيجة هى إجبار الصيدلية على استبدال الدواء، ما يعنى أهمية أن يكون المواطن إيجابيًا ويبتعد عن السلبية ويحافظ على حقوقه بل ويتمسك بها مهما كلفه الأمر من تعب ومشقة.

أما عملية أن يركن المواطن على أن الدولة بمفردها هى المسئولة فهذا تصرف خاطئ تمامًا، بل يجب أن يكون المواطن فعالاً ومشاركًا فى مسئولية ضبط الأسواق والقضاء على الفوضى، وهناك الكثير من الوسائل التى يمكن للمواطن أن يقوم بها، حتى يمنع احتكار السلع، وليضمن أيضًا الحصول على السلعة الجيدة وبالسعر المناسب.

نحن بحاجة شديدة جدًا إلى تغيير ثقافة المجتمع القائمة على السلبية وهجر الإيجابية، لابد للمواطن أن يشارك الدولة فى الرقابة على الأسواق، و التصدى لكل أنواع الجشع التى يمارسها قلة، ولدى قناعة أن أجهزة الدولة لن تتراخى أبدًا فى تقديم كل العون للمواطن الذى يتصدى للجشع والفوضى.. المفروض أن نبدأ من الآن ولا ننتظر الحكومة وحدها تقوم بهذه المهمة، ما يعنى ضرورة التعاون والتكاتف من أجل الصالح العام، فهل نفعل ذلك أم نترك هذه الفوضى  التى أصابت الجميع فى مقتل.

لا السلبية.. ولا لهجر الايجابية