رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسرفت هوليوود على نفسها بتقديمها أسطورة « شمشون الجبار «فى سلسلة طويلة من الأفلام الضخمة سخرت لها كافة عوامل الابهار مستعينة بصفوة النجوم أمثال جيه وارين، فيكتور ماتيور وتايلور جميس ولم تسلم الفنون الراقية من هذا الشغف الغريب فقدم الموسيقار الفرنسى كامى صانز أوبرا «شمشون ودليلة» على مسارح باريس.

فهذا الشمشون ليس شخصية خرافية نسجت من وحى الخيال وانما هو بطل يهودى شعبى يقال له: شمشون بن منوح الذى ورد ذكره فى سفر القضاة فقد اختاره الرب مخلصًا لبنى اسرائيل من أسر العبودية، فيذكر العهد القديم ان روح الرب حلت عليه فوهبته قوة جبارة يكمن سرها فى شعره الذى حرم على والديه قصه منذ ولادته، فتحكى سيرته قصصًا عجيبة مثل مصارعته لشبل الأسد وشقه نصفين، وقتله ثلاثة الاف جندى بفك حمار!! وبالرغم من الاصطفاء والمنن الا انه اغتر بقوته فخالف عن عمد تعاليم الرب فكان مآله العمى والأسر وكتب نهايته المأساوية بيديه عندما هدم المعبد على نفسه وعلى اعدائه فهل تتحكم تلك الجينات الوراثية فى مصير الدولة العبرية الآن؟ فيبدو بقاء إسرائيل مستقرة على المحك بسبب الكابوس النووى الايرانى فالساسة والعامة ترتعد فرائصهم من مجرد الفكرة فما بالك وقد قطعت إيران شوطًا هائلًا ووصل معدل تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تنذر بخطر وخيم.

على مدار أكثر من عقد لم تقف تل ابيب مكتوفة الأيدى امام هذا الطموح الخطير، فقد شنت حرب باردة شعواء كان رأس الحربة فيها 140 الف اسرائيلى من أصول فارسية بالإضافة إلى عشرة الاف يهودى يعيشون أقلية داخل إيران ومن خلالهم نجح الموساد فى التغلغل داخل جسد النظام بل والعبث بعورات مؤسساته الأمنية فحدث ولاحرج عن اختراقات سيبرانية وتفجيرات بمسيرات هزت قلب طهران، اغتالت فى وضح النهار قادة بارزين من الحرس الثورى وكبار العلماء أبرزهم فخرى زاده الاب الروحى للبرنامج النووى ووصل الانكشاف الأمنى ذروته بعد تصريح أحمدى نجاد الصادم عن المسئول الاستخباراتى الأول عن الملف الاسرائيلى الذى كان عميلًا للموساد، وفى خطوة غير مسبوقة أماط الموساد اللثام عن تفاصيل عملياته السرية داخل العمق الايرانى فى مسلسل طهران والذى وثقها بافتخار وغطرسة لافتة، لكن لم تفلح كل هذه المعوقات الرهيبة، فهنالك تقارير مطلعة تنبئ باقتراب اول قنبلة نووية وهو ما أكده رئيس الأركان السابق «افيف كوخافى» بان مخزون اليورانيوم الحالى يكفى لإنتاج 4 قنابل نووية، مهددًا بثلاثة سيناريوهات مختلفة تتضمن ضربات قاصمة لالاف الأهداف المحتملة وإذا تعلق الأمر بدخول معركة حاسمة فهم على أهبة الاستعداد. طبعًا هذه تصريحات للاستهلاك المحلى وان تجربة ضرب مفاعل تموز العراقى فى الثمانينات غير قابلة للتكرار لأسباب معقدة.

لاشك إنهم يخشون مغبة دخول حرب واسعة مع إيران بشكل منفرد لذلك تنصب جهودهم على بناء تحالف دولى واسع يكون للعرب فيه دور محوري لامكانية الانتصار على نظام الملالى.

أظن ان أولي الأمر يمتلكون من الحصافة فى عدم الوقوع فى حبائل الشرك الشيطانى لانها ببساطة حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل ولا يمكنا التضحية بالأمن والاستقرار ومقدراتنا من اجل عيون شمشون النووى فلسان الحال يقول: يستخدم الله حتى المذنبين والخطاه لتنفيذ مشيئته.