رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

«ليس عليك أن تبلغ من العلا منتهاه، فقط اعقلها وتوكل على الله، فمهما بالغت فى صراعك بالحياة، لن تبلغ الجبال طولًا ولن تصل للسماء»، كلمات أقولها لنفسى منذ ادركت أن لى طريقا ودورًا فى الحياة، قبل أن أقولها لغيري، وأذكر نفسى بأن كل ما املأ به وعاء أيامى الحاليات، سينضح فى أواخرها، وسأحصد ما زرعته، فهل من الانتصار أن اصعد قمة الجبل فى ماراثون للشهرة على أكتاف غيرى أو مقابل تنازلات من شرفى وكرامتي؟ هل من الانتصار أن أعتلى كرسيا لمنصب ما أو أتسلط على الأضواء المبهرة؟ والكل يعرف ما دفعته من ذاتى من ثمن مقابل، سواء تنازلا، نفاقا، رياء، تسلقا أو أى شكل من أشكال الفساد؟ الإجابة لا، لا انتصار ولا سعادة حقيقة ولا راحة بال مع شهرة ثمنها قيمة الإنسان وأخلاقه.

لذا عندما واجهتنى صديقتى بالطريق التعس المفروش بالتنازلات، والذى يجب أن يسلكه كثيرون من الكتاب لتحقيق الشهرة، ولتصل أعمالهم إلى منتج فنى هنا أو هناك، قلت لنفسى الله الغني، فقد جعلنى الله ضمن خلق من العباد يخشاه سرًا وعلانية، جعلنى لا أخضع النفس ولا أحنى الجبين إلا لسواه خالقي، ليس كبرا ولا غرورا، ولكن احتراما لذاتى وثقة فى الله، إن ما افلتنى ما كان ليصيبنى لو أراد العالم والعكس صحيح، فكل شىء يتم بإرادة الله، فقط علينا السعى الجاد الحلال.

وأذكر أنى بعد إلحاح من أصدقاء كُتاب وناشرين، قررت الاستجابة لهم وتقديم طلب لاتحاد الكتاب «النقابة العام لاتحاد كتاب مصر» للحصول على العضوية، كنت اسمع فى أزمنة سابقة، ان العضوية يتم الحصول عليها بصورة ودية دون معايير حقيقية للإبداع، كأن يزكى احد المشاهير كاتبا ما من منطلق الصداقة أو المعرفة، أو حتى المصلحة لنيل هذه العضوية، لما فيها من امتيازات معروفة، هدف البعض فى تغيير المهنة بالبطاقة إلى «مهنة كاتب»، بموجب تلك العضوية، وقد جعلتنى هذه الأنباء من الوساطة والشللية أماطل كثيرًا فى تقديم طلب العضوية معتقدة أن هذا الحال مستمر، ثم أخيرًا قررت خوض التجربة.

ووجدت الأمر مختلفا ولله الحمد، هناك لجنة تقييم ثلاثية ومراقب يسجل وقائع اللجنة، ومثلت أمامها لأكثر من ساعة فى وضع الامتحان الجاد، فى الأدب، اللغة، فنون الكتابة، الثقافة الأدبية والعامة، ورغم شعورى ببعض الحرج لكونى أؤدى امتحانا ما وانا فى هذه السن، بقدر سعادتى بهذه اللجنة التى دللت أن من سيحصل على العضوية يجب أن يكون جديرًا بها، مبدعاً، مثقفًا أدبيًا واجتماعياً.

وجعلنى هذا افكر جديًا فى المطالبة بهيئة تقييم وطنية أدبية، سواء داخل النقابة العامة لاتحاد الكتاب، أو تتبع وزارة الثقافة، ويتم خلالها عرض الأعمال الأدبية الجادة، ومن ثم ترشيحها بصورة حيادية لتتحول إلى عمل فني، أى تكون هذه اللجنة هى جسر التواصل المحترم بين الأدباء وبين المنتجين والمجموعة الفنية، لخروج هذا العمل الأدبى فنيًا إلى النور.

وبهذا يكون لدينا مشروع ثقافى أدبى فنى، يقوم بـ«غربلة» كل ما هو مطروح من أعمال أدبية، وانتقاء الأفضل الذى يرتقى بذوق المجتمع فنيا وأخلاقياً، بدلا الفن «الهلس» الذى يطاردنا، الفارغ من المضمون والقيمة، والمتخم بالانحلال وسقوط الأخلاق، ومن هنا أيضا اطلقت مبادرة إنشاء رابطة للإبداع الراقي، يتكاتف من خلالها المبدعون المحترمون لمساعدة بعضهم البعض، سواء فى النشر، الانتشار الأدبي، الدفع ببعض الأعمال إلى الإنتاج الفني، بصورة كريمة محترمة، لا ابتذال فيها ولا تنازل.

من حق المبدعين المحترمين أن يعرفهم الجمهور، ويرى أعمالهم على الشاشات ونسمعها فى الراديو، ومن حق المجتمع أن يرتقى بهذه النوعية من الأدب والفن، لا أن ينزلق إلى مزيد من الحضيض مع مدعى الأدب والفكر والثقافة.

 

 

[email protected]