عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هَذَا رَأْيِى

وين الشعب العربى وين.. وين الدم العربى وين.. تذكرت كلمات هذه الأغنية التى غنتها جوليا بطرس منذ ١٤ عاما، حينما شاهدت زلزال سوريا المدمر ورأيت جثث الضحايا وصراخ العالقين تحت الانقاض من أبناء الشعب العربى السورى الشقيق.. صرخات لم تجد من يمد يد العون إليها لينتشلها.. صرخات يائسة من تحت الأنقاض، ومشاهد للأطفال والعائلات تُدمى القلوب فى درجات بروده تحت الصفر. أعداد الضحايا والمحاصرين تحت الانقاض مرعبة.. مأساة جديدة فى بلد مزقته الحرب برعاية غربية وأطماع محلية وإقليمية.. مأساة الشعب السورى الشقيق كشفت العجز العربى والوجه القبيح لأمريكا والغرب.

فى أقل من دقيقة اختصرت 12 عامًا من معاناة قضت مضاجع الشعب السورى الشقيق لتزيد من ويلاتهم، انفجرت الأرض على أهلها بكل قسوة وقذفت بهم من منازلهم، اثنا عشر عاما من الحرب والحصار جردت سوريا والسوريين من كل مقومات الحياة.. فقر وعوز وبرد وجوع، ووطأة الحرب ومخلفاتها، لم تكن أشد قسوة من شدة زلزال، زلزل القلوب وكشف نوايا الغرب، وكأنه مكتوب على هذه البلاد أن تعيش فى الجحيم.

كارثة لم تكن فى الحسبان، الفاجعة هذه المرة مختلفة، لا تعرف منطقاً، ولا فرقًا بين عربى وأعجمى ولا بين موالٍ أو معارض.. حجم المأساة كبير وقد يطول ويطول، وصرخة السورى وصلت إلى أقاصى الأرض، تطلب مد يد العون من مجتمع فقد إنسانيته وغّلب السياسة على حقوق الإنسان التى يتغنون بها وقت الحاجة، وداسوا بأقدامهم على بصيص أمل فى الحياة كان ينتظره بنو البشر.

صحيح أن زلزال يوم القيامة قد طال تركيا، ولكنها احسن وضعا ولديها من الإمكانات والقدرات والرعاية الغربية ما يفوق الوضع فى سوريا بكثير.

صحيح سوف يظل عالقا فى ذاكرتنا الكثير من المشاهد التى أدمت قلوبنا.. وصحيح أننا لن ننسى موقف أمريكا والغرب والتمسك بالحصار الذى فرضته أمريكا بقانون عُرف باسم «قانون قيصر» والذى بمقتضاه تم فرض عقوبات اقتصادية ومالية ومصرفية، استهدفت بشكل أساسى عملية إعادة إعمار سوريا.. قانون يُعطل صيانة المرافق والمعدات وكل ما يتعلق بمشاريع البنية التحتية وإنتاج الطاقة، ويعرقل وصول المساعدات وإنقاذ الشعب السورى المنكوب.. قانون فرضته امريكا بسبب صور سلمها جندى سورى لأمريكا ترصد حالات تعذيب عقب اندلاع الحرب السورية السورية.

قدمت مصر وعدد من الدول العربية والصديقة مساعدات للشعب السورى لكنها غير كافية.. كنا نريد قيام الجامعة العربية بدورها فى محنة الشعب السورى لإنقاذ وتخفيف آلامه، ولكنها وقفت وكعادتها مكتوفة الأيدى أمام الحصار الأمريكى.

مطلوب التعامل مع الأوضاع فى سوريا باعتبارها كارثة إنسانية ليس لها علاقة بالسياسة، ولابد من التكاتف وتقديم المساعدات إلى كل المناطق بغض النظر عن كون الضحايا والمناطق تابعة للنظام أو المعارضة، وضمان سلامة الجميع دون تمييز وإعادة إعمار سوريا من زلزال يوم القيامة.. فهل من مجيب؟

[email protected]