رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع الصفقة التى قيل إنها بين عبد المنعم أبو الفتوح وبين رجال جمال مبارك، الا أن جبهة خيرت الشاطر وقتها سارعت إلى المعسكر القديم وعقدت الصفقة الأهم بالنسبة للنظام، وهى صفقة لم تكن تشمل عبدالمنعم أبوالفتوح على الإطلاق، فلم يتحدث معه أحد بل تحدثوا مع رجال الشاطر الذين أبدوا استعدادا للتعاون الكامل مع نظام مبارك ليس فى انتخابات برلمان ٢٠١٠ فقط، ولكن فى مساندة جمال مبارك فى أن يصل إلى الرئاسة، كان صقور الجماعة يحذرون من وصول عبدالمنعم أبوالفتوح إلى منصب المرشد، كما كانوا يحذرون من وصوله إلى الرئاسة أيضا، فهو ورغم أنه من بناة جماعة الإخوان إلا أنهم لا يعتبرونه منهم، يعتبرون كلامه عن الإصلاح والحوار  الذى بدا أنه غير حقيقى بالمرة يمثل خطرا على التنظيم المغلق على ذاته والذى يعمل فى السر أكثر من عمله فى العلن.

لقد ظل عبدالمنعم أبوالفتوح يجاهد من أجل نشر فكرته وتفعيل خطته، فبدلا من التمكين الذى يمكن أن يجلب على الجماعة صداما هى فى غنى عنه، فلابد من توطين جماعة الإخوان المسلمين الارهابية أولا، كان عبدالمنعم يعمل على أن يحل الإخوان فى كل مكان، وأن يقوم بأخونة الأفراد فى المؤسسات والهيئات العامة والخاصة، أن يتحول المواطن المصرى إلى إخوانى، وساعتها لن تكون الجماعة فى حاجة إلى أن تقوم بثورة، لأن الدولة تكون فى هذا الوقت تحولت إلى إخوان، كان يرى أن التغيير لا يتم من أعلى بالتمكين، بل يمكن أن يتم من أسفل من خلال التوطين، كانت هذه الخطة تقتضى أن ينافق أبوالفتوح الجميع، ولم يكن الرجل يتورع عن فعل ذلك، وأن يتعامل مع رموز نظام مبارك، ولم يتردد فى فعل ذلك أيضا، بل كان يبدى لهم ودا مبالغا فيه، كل ذلك لأنه كان يريد أن يصيغ المجتمع كله على هواه الإخوانى، وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث.

الآن عزيزى القارئ على الأقل يمكن أن يكون خيرت الشاطر انتهى تماما، لكن عبدالمنعم أبوالفتوح لا يزال باقيا، ولا تزال الفكرة فى رأسه، يمكن أن يجرى عليها كثيرا من التعديل، بعد أن قصم الشعب ظهر الجماعة، لكننى أعتقد أن عبدالمنعم سيظل متمسكا بفكرته وعاملا عليها حتى تتحقق، لا أقول أنه سينجح، ولكن على الأقل سيظل يحاول، وهو ما تعلمه من جماعته؟، لن أحمل الإخوان المسلمين وحدهم مسؤولية ما جرى، وما وصلنا إليه الآن، ولكننى أحمل نظام مبارك وأتباعه وتوابعه أيضا مسؤولية ما جرى ربما بأكبر مما أحمل الأمر للإخوان، لسبب بسيط جدا وهو أن الجماعة والنظام كانوا طوال الوقت يرقصون على جثة الشعب، يبرمون هذه الصفقات دون أن ينظروا وراءهم أو خلفهم لهذا الشعب الذى يدفع الثمن دائما، كان الإخوان ومبارك مثل الأفعى والشيطان، تحالفا فى النهاية ضد الشعب لإخراجه من الجنة وهو ما حدث فعلا.

عملية سلسبيل كانت سبباً فى كشف تنظيم الإخوان الإرهابى بالكامل للأجهزة الأمنية فى القاهرة، «ولكن كيف كانت نهاية المتورطين فى العملية سلسبيل لقلب نظام الحكم فى الإخوان؟ كان جهاز أمن الدولة وراءهم خطوة بخطوة وتركهم يعملون بدأب واجتهاد فى جمع المعلومات التى التى عجز هو عن جمعها عن الإخوان، ولما اكتملت عمليتهم ونضجت الثمرة وحان وقت قطافها، تقدم ضباط أمن الدولة، وقبضوا على المعلومات مرة واحدة فى ساعة واحدة»، وعن السيطرة الكاملة للنظام الخاص على مجريات الأمر فى الجماعة، ذكر مختار نوح فى كتابه موسوعة الحركات المسلحة «هذا الصراع ظلّ خفياً، لم يظهر على السطح حتى مات حامد أبو النصر، بعد حوالى عامين من رئاسة إدارة الجماعة، لكن فوجئ الجميع بأن المستشار مأمون الهضيبى لم يترك فرصة لأحد أن يفكر أو ينتخب فقام بمبايعة مصطفى مشهور علناً أمام الناس عن المقبرة، وسميت هذه البيعة «بيعة المقابر»، وتولى مصطفى مشهور منذ هذه اللحظة أمور الجماعة، وبدأت الأمور تتغير ليتحقق ما أراده محمود عزت وخيرت الشاطر فى القضية رقم ١٢٢ لعام ١٩٨٣، وما كان يعقد سرّاً فى الجماعة على هيئة تنظيم خاص أصبح يوجد علناً، بل أصبح هو المسيطر، وللحديث بقية.

[email protected]