رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما ظهر مفهوم المجتمع المدنى فى القرن السابع عشر، وفى إطار المنظومة الفكرية الحديثة، كان يرادف مفهوم الدولة باعتباره « آلة اصطناعية، ساعة كبيرة تتجه نحو ضبط سلوك الأفراد وحماية أمنهم وسلامتهم وما يملكون «حسب تعبير هوبز» السياسة الحديثة هى سياسة مدنية. ومن هذه السياسة المدنية عكس الدينية والعرفية تتطور جميع المفاهيم الحديثة الأخرى مثل: المواطنية والديمقراطية والدولة القانونية.

لذلك؛ فى الديمقراطيات الحديثة لم يعد المجتمع المدنى والأهلى مؤسسات للعمل الخيرى فقط؛ هناك اعتراف متزايد بين العديد من الحكومات بأن العلاقة بين المنظمات غير الحكومية والحكومات أصبحت أكثر أهمية، خاصة فى المجالات غير التقليدية التى لا تتمحور بشكل رئيسى حول الدولة والأجهزة الحكومية. ومن أبرز تلك المجالات تعزيز القدرات، ودعم الوعى والمدركات، وبناء المواطنة النشطة، وتحفيز المشاركة المدنية على المستوى المحلى.

ديناميكية الحركة لمنظمات المجتمع المدنى جعلت له فاعلية كبيرة أيضاً فيما يتعلق بنشر الوعى، دعم وتصحيح المدركات من خلال الفعاليات المركزية والقاعدية المحلية التى ينظمها المجتمع المدنى. وما أشد احتياجنا لهذا الدور فى سياق معركة الوعى وخلخلة ثوابت الهوية الوطنية المصرية، وهى أبرز مهددات الأمن القومى المصرى منذ انطلاق ما أطلق عليه «الربيع العربي»، حيث واجهنا أكبر محاولة لتزييف الوعى العربى والمصرى، من خلال محاولات التشويش والتأثير، والتحكم فى وعى الشعوب على النحو الذى يخالف توجهات وأهداف الدولة الوطنية.

التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى وهو الوعاء الذى يضم أبرز المنظمات المجتمعية غير الحكومية وغير الربحية، والتى تقدم جملة من الأنشطة التطوعية الحرة، عمل على التحرك بفاعلية كبيرة فيما يتعلق بتعزيز القدرات، من خلال تنظيم الفعاليات التى تساعد على التطور الثقافى والعلمى والأخلاقى وترسيخ مبادئ التنمية المجتمعية، وتعزيـز النهـج التشـاركى. لذلك؛ أطلق التحالف أكبر منصة وحملة تدريبية لمتطوعى كياناته بهدف رفع قدرات وإمكانيات الشباب المستهدف والمتطوعين فى كيانات التحالف الذين يزيد عددهم على الـ٢٥١ ألف شاب وفتاة. فكانت الموجة الأولى من التدريب فى القاهرة والإسكندرية، من خلال متطوعين ممثلين لكيانات التحالف ومنهم: مجلس الشباب المصرى، جمعية رسالة، ومؤسسة صناع الحياة، وكيان شباب مصر. ثم التدريب غير النمطى من خلال التفاعل بالأنشطة فى محافظة الفيوم.

ومن القاهرة والإسكندرية إلى البحيرة، فى إطار معركة التثقيف والوعى، ومن خلال مجلس الشباب المصرى عضو التحالف، تم تدشين منتدى نشر ثقافة حقوق الإنسان بالدلتا «النسخة الأولى» بمحافظة البحيرة، وذلك فى إطار المحور الرابع من الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان الخاص بالتثقيف وبناء القدرات. واليوم السبت فى محافظة أسوان زهرة الجنوب المصرى، يقيم المجلس تحت مظلة التحالف النسخة الثانية من المنتدى تحت عنوان «منتدى نشر ثقافة حقوق الانسان بجنوب الصعيد – معاً نحو تفعيل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان». وكلها جهود محمودة لتطوير المجتمع وتعزيز الانتماء تستحق منا كل الدعم.

إن العدالة الثقافية تعنى إتاحة الثقافة لكل أفراد المجتمع دون تمييز، ما بين المركز والأطراف، وهى الإشكالية المصرية التاريخية التى تعاطت معها الجمهورية الجديدة بفكر جديد وآليات مختلفة. ومن أبرز تلك الآليات المجتمع المدنى ومؤسساته. لذلك؛ فالحاجة ماسة لحشد وتعبئة قوى مجتمع مدنى فاعل، يسهم فى الحراك المجتمعى، والفكرى والثقافى، بما يعين الدولة فى بسط القضايا والمشكلات من خلال الحوار والنقاش، ويضمن حداً أدنى من فهم المواطنين لطبيعة الأزمات والجهود المستمرة لمعالجتها بما يقلل الخوف وعدم اليقين، ويعزز النقد البناء الذى يهدف إلى المصلحة العامة فى المقام الأول.