عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

ما زال الحديث مستمرًا حول نشأة الصحافة وتأثيرها المهم داخل مصر. والمعروف أن العلاقة التى تربط السلطة السياسية والفكرية والاجتماعية بالصحافة هى علاقة تحكمها المصالح المتبادلة بين هذه الأطراف وبين الصحافة ذاتها. ويمكننا أن نفهم أن السلطة باعتبارها القوة التى تهيمن على الجماعة البشرية وتدير شئونها ظهر بصرف النظر عن تعدد أشكال هذه السلطة أو تنوع تصنيفاتها ومستوياتها واختلاف أيديولوجياتها. ونفهم أيضًا ان الصحافة باعتبارها عملية تبادل الأنباء والمعلومات والآراء والأفكار داخل أى مجتمع انسانى، كما تشمل أيضًا سائر مضامين ومخرجات الأدب والنقد وخلافه من القضايا.

ولكى نفهم طبيعة العلاقة بين الصحافة والسلطة يجب أن نعرف أيهما بدأ التأثير فى الآخر، خاصة أن ظهور أحدهما فى المجتمع الانسانى توافق مع ظهور الآخر أيضًا، إذ بمجرد تكونت الجماعة البشرية ظهرت الحاجة إلى السلطة. كما جاءت الحاجة أيضًا إلى الاتصال بين أفراد هذه الجماعة وهو ما يعنى ان التأثير كان متبادلاً بين السلطة والصحافة، ولكن العلاقة سرعان ما تغيرت واختلفت موازينها عندما جنحت السلطة إلى الهيمنة على شئون الجماعة.

ولقد مثلت الصحافة منذ نشأتها بوصفها وسيلة اتصال جماهيرى إشكالية ذات حضور دائم للسلطة السياسية وحتى وقتنا الحاضر وتعاملت السلطة السياسية دائماً مع الصحافة بدرجة كبيرة من الحذر، بوصفها الوسيلة الاعلامية القادرة على دعم بقاء هذه السلطة أو المساهمة فى انهيارها ومن خلال التشريع القانونى والممارسة اليومية ترسخت على مدار القرون الماضية الأفكار النظرية والبحوث الإمبريقية التى حاولت وصف تحليل وتفسير العلاقة المتبادلة بين الصحافة وبين السلطة السياسية والعوامل المؤثرة فيها ومدى خصوصية هذه العلاقة فى الأنظمة السياسية المختلفة.

منذ اختراع المطبعة فى منتصف القرن الخامس عشر الميلادى والتى ولدت معها الطباعة والصحافة وما تلاها من وسائل الإعلام الجماهيرى والعالم فى جدلية مستمرة حول علاقة الصحافة بالمجتمع وعلاقة السلطة بالصحافة. وعلى الرغم من التغييرات الهيكلية التى حدثت فى مصر منذ ثورة 23 يوليو 1952، فإن الخلاف حول موضوع حرية الصحافة والمفهوم الأساسى لحرية الصحافة أو الديمقراطية الصحفية، ما زال قائمًا. ولقد ارتبطت الصحافة منذ بداية ظهورها بالسلطة السياسية ارتباكاً مباشراً، وكانت تحكم هذا الارتباط الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما تحكمه قوة ونفوذ السلطة السياسية من جانب، واستقلالية وقوة الصحافة من جانب آخر.

ورغم ما شاب هذا الارتباط من شد وجذب، فإن السلطة السياسية استخدمت الصحافة كأداء رئيسية فى ترويج مصالحها السياسية والوصول إلى الجمهور بكل شرائحه واتجاهاته. كما تعاملت الصحافة مع النظم السياسية على أنها مصدر مهم للحصول على الأخبار السياسية التى تتبناها الحكومات، سعياً إلى كسب ثقة القارئ وبالتالى سرعة انتشار وقوة التأثير فى المجتمع.

وللحديث بقية..