رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

مازلت أواصل الحوار حول دور الصحافة فى الحياة المصرية واليوم أتحدث عن الصحافة الادبية المتخصصة.

اذا عدنا الى المجلات الادبية قبل ثوره 23 يوليو 1952 نجد انها المجلات الادبية والثقافية بصفة عامة كانت تصدر بجهود أفراد أو جماعات معينة وكان تمويلها يعتمد على موارد خاصة، وكانت الفلسفة التى يرتكز عليها اصحاب هذا الاتجاه هى ان اشراف الدولة على الثقافة ودعمها لها لابد ان يؤدى الى تدخلها فى شؤونها، وتسخيرها من اجل خدمة اهدافها.

وكانت هذه النظرة وهذه المجلات تعد مظهرا وثمرة لثقافة العصر الليبرالى ووليدة الصراع الذى ادى فى نهاية الامر الى اعظم التقاليد الفكرية لثقافة العصر الليبرالى الديمقراطية المعروفة بحرية الرأى والاعتقاد والتنظير. كما ظهرت تبعا لذلك حريات فى التنظير والتفكير حيث صاغ المفكرون والمثقفون وعيهم الخاص بحثا عن الذات بين القديم والجديد، يستمدون من الماضى ردا على تحديات الحاضر. وكان فجر النهضة المصرية التى لم تنغلق على نفسها حضاريا كما كان التفاعل العربى مع النهضة المصرية حتى أوائل الخمسينيات مثالا ثقافيا بارزا كما يقول بذلك الدكتور غالى شكرى.

ثم بدأ الحوار حول أهم قضايا هذه الفترة وهى قضية ارتباط الادب بالحياة الاجتماعية. وعكس الحوار الادبى ما دار بين صراع فكرى وادبى اججته الاحداث السياسية والتطور الايديولوجى من جديد. وبدا طرح  قضايا ادبية نقدية كقضية الصورة والمضمون فى الادب وعلاقة الادب بالمجتمع وعلاقة الأدب بالدولة.

ولقد نشطت الصحافة الادبية فى مصر فى اعقاب ثوره 23 يوليو بفضل الجمعيات والروابط الادبية مثل المجلس الاعلى للفنون والاداب والهيئة العامه للكتاب، فصدرت مجلة القصة ورأس تحريرها الروائى محمد عبدالحليم عبدالله وقدمت انتاجا غزيرا للقصة العربية، وفتحت الباب لجيل جديد من الادباء. ثم جاءت مجلة الكاتب التى اقبل عليها الشباب اقبالا منقطع النظير، وكانت تحوى نماذج متعددة من الوان الادب فى النقد والقصة والشعر والتراجم،ومجلة المسرح لسعد الدين وهبه متخصصه فى المسرح، وكانت تنشر مسرحيات كامله من فصل واحد او من ثلاثه فصول. كما ظهرت مجلات أخرى فى الادب الشعبى والتراث العربى. وكانت المجلات الادبية فى مصر فى تلك الفترة ساحة ثقافية وادبية خرج منها الكثير من الكتاب والادباء والمفكرين العرب حيث كانت الصحافة منذ نشأتها لصيقة بالأدب فحتى الاخبار والمقالات السياسية كانت تكتب باسلوب ادبى رصين يعتمد على المحسنات اللفظية وحلاوة البيان وسلاسته حتى يبدو للقارئ أنه يقرأ مقالات ادبية رفيعة المستوى. غير ان الصحافة الادبية بعد ذلك استقلت عن الصحافة الشاملة وظهرت صحف ادبيه اشرف عليها رواد الادب والثقافة امثال رفاعه الطهطاوى وجورج زيدان وابراهيم اليازجى وخليل مطران حيث إن اهم ما يتميز به الصحافة الأدبية خلال تلك الفترة هو استمرار حكومة الثورة فى السماح باصدار مجلات جديده ومنها مجلة «الرواية» التى كان اول اصدار لها فى ابريل 37 وتوقفت عن الصدور فى 15 ديسمبر 39 ثم اعيد اصدارها فى اول ديسمبر عام 52. واستمرت فى الصدور لمدة ثلاثة اشهر فقط، حتى فبراير 53 وهى مجلة نصف شهرية. وكان احمد حسن الزيات رئيس تحرير المجلة واختار محمود الخفيف مديرا لتحريرها. وكانت مجلة الرواية تعطى أولوية  للترجمة فقدم العدد الاول منها 11 مادة منها ست قصص مترجمة. وللحديث بقية.