عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هَذَا رَأْيِى

ساعات قليلة تفصلنا عن يوم ليس عاديا فى عمر الوطن.. بل هو يوم رمز للعزة والكرامة والتضحية من أجل تراب هذا الوطن.. يوم شهد فيه العدو المتغطرس والمحتل الغاصب أن لهذا البلاد رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر..يوم أعطى العدو التحية العسكرية لجثامين الشهداء عند إخلائها من ساحة معركة حامية الوطيس ضحوا بأرواحهم وسألت دماؤهم ورفضوا تسليم أسلحتهم وإخلاء قطعة من تراب هذا الوطن.. يوم محفور فى ذاكرة أبناء الوطن بأحرف من نور.. يوم يذكرنا بتضحيات رجال الشرطة فى الاسماعيلية.. مر واحد وسبعون عاما على ملحمة خالدة سطرها ونسج خيوطها أبناء هذا الوطن بقيادة الزعيم الوفدى واحد وزارة حكومة الوفد حينذاك فؤاد باشا سراج الدين وزير داخلية مصر آنذك ورجاله البواسل.

٢٥ يناير ١٩٥٢ كان امتدادا لثورة غضب المحتل البريطانى بعد أن ألغت حكومة الوفد بقيادة زعيم الأمة ورئيس وزرائها مصطفى النحاس فى 8 أكتوبر 1951 معاهدة ٣٦، لتنهى ما كان يحصل عليه المحتل من امتيازات.

.. يوم أن وقف النحاس فى مجلس الأمة معلنا إلغاء المعاهدة.. بعدها أراد المحتل أن يخلى مدن القناة من رجال الشرطة المصرية بعدما زادت العمليات الفدائية ضد المحتل وتيقن أن العمليات التى يقوم بها الفدائيون تتم بمساعدة الشرطة فكان قراره بإخلاء مدينة الاسماعيلية من رجال الشرطة بعد أن قسم المدينة إلى قسمين:

قسم حى العرب وقسم حى الإفرنج، ووضع سلكا شائكا بين المنطقتين بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى «حى الأفرنج» مكان إقامة الأجانب.. وجاءت الأوامر من قبل القائد البريطانى بمنطقة القناة «البريجادير أكسهام» بتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة، الأمر الذى رفضه فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية آنذاك حينما أُبلغ به من قبل رجاله فى الإسماعيلية واتساقا مع رغبتهم فى رفض تسليم أسلحتهم وإخلاء مواقعهم.

هنا جٌن جنون المحتل وحاصر مبنى المحافظة بآلاف الجنود وصوبوا أفواه مدافعهم واسلحتهم الثقيلة تجاه الأبطال المحاصرين محذرا من تدمير المبنى بمن فيه.. وكان الرد « على جثتنا» وقد كان.. معركة غير متكافئة دافع فيها أبطالنا بما لديهم من سلاح خفيف حتى نفذت ذخيرتهم.. صمودهم بأسلحتهم الخفيفة أذهلت العدو.. سقط على أرض هذا الوطن ما يقرب من خمسين شهيدا وجرح أكثر من ثمانين جريحا فى مبنى محافظة وعلى تراب الاسماعيلية ولم يستسلم أبطال الشرطة.. تحية لأرواح هؤلاء الشهداء ولكل شهداء الوطن الذين ضحوا وما زالوا يضحون بأرواحهم من أجل تراب وكرامة ومقدرات هذا الوطن.. وكل عام ووزير داخليتنا وضباط وجنود وأفراد الشرطة بخير وسلام.

[email protected]