هَذَا رَأْيِي
حديقة الحيوانات أو جنينة الحيوانات كما يسميها الغالبية العظمى من الشعب المصرى أو جوهرة التاج لحدائق الحيوان فى أفريقيا ليست مجرد حديقة أو جنينة للنزهة والفسحة.. حديقة الحيوانات هى إرث أثرى وعلمى ولها هوية ثقافية وحضارية مطلوب المحافظة عليها.. أشجار نادرة تٌعد من أندر وأقدم الأشجار على الكرة الأرضية بها صخور وأحجار نادرة، بها كوبرى إيفل المعلق والذى بناءه المهندس الفرنسى غوستاف إيفل وهو من بنى كوبرى أبو العلا الحديدى والذى كان يقطع نهر النيل ويربط بين الزمالك وبولاق أبو العلا وتم تفكيكه عام 1998، وذلك لبناء كوبرى الزمالك.. كما صمم إيفل كوبرى إمبابة أو كوبرى قطار الصعيد كما يطلق عليه وهو عبارة عن كوبرى حديدى على نهر النيل يربط بين القاهرة والجيزة.
وتمر عليه قطارات السكة الحديد من القاهرة إلى الصعيد والعكس.. كما بنى برج إيفل بفرنسا وتمثال الحرية بأمريكا.. جنينة الحيوانات أمر بإنشائها الخديوى إسماعيل وافتتحها نجله الأكبر الخديوى توفيق عام ١٨٩١ اى ما يزيد على ١٣٠ عاما.
حديقة الحيوان بها ما يقرب من ٦ آلاف حيوان من ١٧٥ نوعا بها أنواع نادرة من التماسيح والأبقار الوحشية.. يزورها حوالى ٣ ملايين زائر سنويا يدخلها المصريون بتذكرة قيمتها خمسة جنيهات وغير المصريين بتذكرة قيمتها ٢٠جنيها.. مقامة على مساحة ٨٠ فدانا بعد ضم حديقة الأورمان عليها.. صحيح أن هذا الصرح بحاجة إلى تطوير شامل سواء من ناحية البنية التحتية أو منشآتها.. صحيح أنها خرجت من التصنيف العالمى لحدائق الحيوان وذلك بسبب إهمال القائمين عليها والمعاملة السيئة للحيوانات كربط الفيلة بالسلاسل..وعدم اتباع توصيات الاتحاد الدولى لحدائق الحيوان، كالاهتمام بها بالشكل المطلوب وتفشى أمراض قضت على حيوانات نادرة، مع عدم القدرة على الاستعاضة أو تزويدها بحيوانات بديلة؛
لخروجها من التصنيف العالمى لحدائق الحيوان كل ذلك يتطلب تطويرها والعناية بها من قبل القائمين عليها ورفع كفاءتها وتعظيم الخدمات التى تقدمها بشكل أفضل.
هذا التطوير مطلوب بشرط عدم المساس بالمساحات الخضراء والحفاظ على الأشجار والنباتات النادرة بالحديقتين خاصة بعد ضم حديقة الأورمان لها.. هذا التطوير مطلوب بشرط ضمان عدم المساس بالمبانى الأثرية والتاريخية مثل كوبرى إيفل والقاعة الملكية والجبلاية وجزيرة الشاى والمتحف الحيوانى وغيرهم من المبانى الأثرية والتاريخية.
هذا التطوير مطلوب بشرط أن يضمن المحافظة على الأحجار والصخور النادرة..هذا التطوير مطلوب بشرط أن يضمن عدم تأثير الإنشاءات والمبانى التى ستُقام على المنظر الجمالى للحديقتين.. هذا التطوير مطلوب بشرط أن تقوم به شركات عالمية متخصصة فى تطوير حدائق الحيوانات وليست شركات مقاولات..هذا التطوير مطلوب بشرط ضمان الدخول إلى الحديقة بتذكرة زيارة فى متناول الغالبية العظمى من زوار الحديقة خاصة أن زوارها فى المواسم والأعياد من الطبقة الكادحة وبسطاء الشعب وطلبة المدارس.