رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهنى

لم تعد عيشة الفلاح مثل عيشته أيام زمان الذى غنى لها موسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب ورددناها وراءه (محلاها عيشة الفلاح).

فبعد أن كان الفلاح يخبز ويطبخ ويأكل من بيته وفى نهاية كل عام يبيع محصوله لزواج الابن أو البنت دون أن يمد يده لقرض أو يرهن ارضه لبنك؛ أصبح الآن يصرخ بالشكوى من نقص مياه الرى ورخص محصول الأرض؛ وساءت معيشته حتى أصبح مطاردا بالسجن لعدم قدرته على سداد القرض أو رفع مخالفات الارز التى يطالب النواب على الأقل بتجميدها.

وبدلا من أن تفكر وزارة الرى فى انقاذه وزيادة معدلات المياة تفاجئه بنظام متطور لرى الأرض بالرش فى غياب الارشاد الزراعى للتوعية بنظم الرى الحديثة التى لم يعتدها من قبل!

أما صندوق موازنة الأسعار الذى أعلنت عنه الحكومة لتعويضه عن فرق سعر المحصول بين المحلى والمستورد ما زال حتى الآن يبحث عن دعم؛ بينما تدعم الحكومة الفلاح فى الخارج باستيراد محصوله بسعر يفوق مثيله المحلى على غرار ما يحدث فى القمح من فرق كبير بين سعر المحلى والمستورد.

وفى نفس الإطار يجرى حاليا دراسة تحرير أسعار السماد من (يوريا ونترات) لتتواءم مع الأسعار العالمية التى تزيد أضعافا عن سعرها المحلى.

صحيح أن الحكومة تدعم الأسمدة بنسبة كبيرة ولكن كان لا يجب التفكير فى بيع احدى شركتها، حتى لا يتحكم المستثمر الاجنبى فى تحديد اسعار السماد وفقا لأكبر ربح حال حدوث أزمة أسمدة بالأسواق.

واليوم ونحن نؤسس منظومة جديدة لدعم الصادرات الزراعية من خلال دعم المصدرين الزراعيين؛ لا يجب أن ننسى أن الفلاح هو الذى قفز بانتاج المحاصيل الزراعية إلى اضعاف مضاعفة وخاصة الموالح والمانجو والخضراوات  وعلى رأسها البطاطس والبصل حتى تمكن الإنتاج المصرى من هذه المحاصيل غزو الأسواق الأوروبية والأمريكية واليابانية لأول مرة رغم جائحة كورونا وحرب أوكرانيا ؛ الأمر الذى يفرض دعم الفلاح المنتج بنفس قدر دعم المصدر إن لم يكن أكثر منه.

فى رأينا المتواضع أن الفلاح الآن أولى بالرعاية لأنه المنتج الرئيسى للغذاء الذى نستورد  معظمه من الخارج؛ وتلك الرعاية لن تتحقق إلا بدعمه بمستلزمات انتاج بأسعار مقبولة وجودة عالية؛ وأسمدة متوفرة فى موسمها بسعر لا يقبل المضاربة من التجار والمستوردين؛ مع إسقاط الغرامات وفوائد القروض على المتعثرين من صغار المزارعين؛ والأهم من ذلك كله شراء محصوله بسعر عادل وإعلانه قبل الزراعة بوقت كاف حتى يتمكن الفلاح من الزراعة فى التوقيت الصحيح.

هذه روشتة سريعة لدعم الفلاح نأمل تنفيذها؛ فى وقت لا يجد الفلاح من يدعمه.