رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حوار فى برنامج شعرى شهير أشعل الدنيا وشغل الناس؛ هل هذه غيرة على لغتنا العربية؟ هل لأن مجتمعاتنا صارت تتحدث الفصحى بلهجة قريش فلا خطأ ولا لحن؟ هل لأن هذا البرنامج يعنى بسلامة اللغة نحوا وصرفا وعروضا؟ أم أن وراء الأكمة سر الأسرار؟ لو أن الأسباب تعود لحب اللغة فهذا شيء محمود لاختلاف الآراء لكنها خرجت من هذا الباب لتدخل فى أنفاق أخرى لتحاكِم الإمارات العربية لأنها بثَّت برنامجا عن الشعر العربى تكتشف فيه مواهب الشعراء وتقدمهم للساحة العربية، برنامج أعاد للشعر مكانته وقرَّبَه من الناس وأعاد الجمهور إلى الشعر ومنح الشعراء الفائزين ملايين الدراهم فى سنواته الماضية، يُغنيهم هذا الفوز لسنوات ويجعلهم أكثر تفرغا لمولانا الشعر، ويجيء مَن يرى فى البرنامج حربا ضد الشعر ويوقِف نموه، كلام لا يقبله العقل ولا يؤيده الواقع. سيظل ما قدمته الإمارات للغة وللأدباء شعاع نور نتمنى من الدول العربية أن تحذو حذوها، فقد أقامت مركزا للغة العربية ومنحت ملايين الدراهم كجوائز للأدباء وقامت بطباعة الكتب وإقامة المعارض، أَهذا ضد اللغة والأدب؟ وراحت كتائب التواصل الاجتماعى تقذف حِمم براكينها، توقعتُ أن يفتح ما حدث حوارا نقديا نحويا ومناقشة علمية بين الفاعل النحوى والفاعل الحقيقي، بين جمال المعنى أو تغليب القاعدة، بين إحساس البلاغة وسيف التقعيد، لكن ذلك لم يحدث ودخلنا فى متاهات الشتائم ونسينا:

إنْ تجدْ عيبا فسدَّ الخللا.. جَلَّ مَن لا عيبَ فيه وعلا

ونسينا «ما أخطأ نحوى قط».لقد أفنى الدكتور على بن تميم شبابه فى خدمة الثقافة العربية فهل ننسى كل مجهوداته؟ لقد كانت اختبارات الأداء فى البرنامج مسجلة ولم تكن فى بث مباشر، ولو أراد منظمو البرنامج عدم بث المقطع محل النقاش لفعلوا؛ ومن المعروف أن فى اختبارات الأداء يحق للجنة التحكيم اختبار قدرات المتسابق فى كل ما يتعلق بالمسابقة، وفى حالتنا هذه: النحو والصرف واللغة والعروض.. فما الخطأ الذى حدث، وما الذى استدعى كل هذه الحرب؟ تعالوا أذكركم بقصة تراثية حول الحَكَم الأشهر النابغة الذبيانى وقد جلس ناقدا تحت قبة حمراء فى سوق عكاظ، وجاء الشعراء كبارا وشبابا يتقدمهم الأعشى ينشدون أمامه، فيُخَطِّئ حسانَ بن ثابت وكان شابا فلم يقبل رأى النابغة وصاح على الملأ: أنا أشعرُ منك ومن أبيك، ويبتلع النابغة الإهانة ويقول له فى أبوة حانية: أنت لا تُحسن أن تقول... ثم يوضح له أخطاءه فى قصيدته، وعندما جاء الدور على الخنساء أنشدَتْه فقال لها: أنتِ أشعر النساء، لترد محتجةَ أنا أشعر الرجال والنساء، ومن حُسن حظ النابغة أن وسائل التواصل الاجتماعى لم تكن فى عصره وإلّا تعرّض لهجوم غير مبرّر لأنَّ فصيلا قابعا خلف الشاشات يوجّه سلاحه لبرنامج اكتشف الشعراءَ وقدَّمهم للناس فالتف الناس حول الشعر الذى جعل الأرض أكثر اتساعا وجمالا.

مختتم الكلام

قال الشافعى: وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ/وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدى المَساوِيا

[email protected]