رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

بطريقته الفنية المميزة، احتفل فنان الكاريكاتور والمصور «جورج البهجورى» بالعيد السادس والستين لانتصار المقاومة الشعبية فى مدينة بورسعيد على العدوان الثلاثى، الذى قادته فرنسا وانجلترا وإسرائيل انتقاما من تأميم الرئيس جمال عبدالناصر لقناة السويس. بات 23 ديسمبر منذ العام 1956 عيدا للنصر، وعيدا قوميا لمحافظة بورسيعيد، تخليدا لذكرى المقاومة الشعبية الأسطورية الواسعة النطاق، التى أجبرت جنود العدوان الثلاثى على الرحيل، فى ظل تضامن عربى ودولى غير مسبوق مع حق مصر فى تأميم القناة ردا على رفض البنك الدولى تمويل بناء السد العالى، ومع حق الشعب المصرى فى طرد الغزاة من فوق أراضيه. وبرغم من أنه واحد من أهم المناسبات فى الذاكرة الوطنية المصرية المعاصرة، فلا أعرف ماهى الأسباب التى باعدت بين تلك المناسبة، وبين الاهتمام الرسمى بإحيائها والاحتفاء بها، لما تنطوى عليه من رموز لوحدة الأمة وصمودها فى لحظات الخطرالتى تهدد حريتها وإرادتها المستقلة وأمنها الوطنى. وربما لهذا السبب أو لغيره، ذهب «البهجورى» إلى بورسعيد ليحتفل مع أهلها بعيد النصر السادس والستين مصطحبًا طبعة جديدة من كتابه عنها.

 كان «جورج البهجورى» من كتيبة فنانى الكاريكاتير، الذين ساهموا فى تمصير هذا الفن، بعد أن كانت الصحف المصرية تنشره على صفحاتها، مترجما من الصحف الأجنبية. بزغ نجمه على صفحات مجلة صباح الخير منذ العدد الأول لصدورها فى يناير 1956.، بجانب صلاح جاهين وعبدالسميع والليثى وزهدى وغيرهم ممن برزوا على صفحات مجلة روز اليوسف وجريدتى الأخبار والجمهورية وكان من بينهم «صاروخان» «وطوغان» «وبيكار» وغيرهم ممن استخدموا فن الكاريكاتير فى معارك التمصير والتحرير والتقدم الاجتماعى ومواجهة الاستبداد السياسى ومكافحة الفساد.

وفى سن الخامسة والعشرين من عمره، حكى «جورج البهجورى» بريشته وأسلوبه المميز الفريد فى فن الكاريكاتير، قصة كفاح مدينة بورسعيد الأسطورية فى التصدى للغزاة المعتدين. وكان كتابه «بورسعيد» الصادر باللغتين العربية والفرنسية فى فبراير عام 1957 هو أول إصدارات سلسلة كانت دار الفكر المصرى القاهرية، تصدرها بعنوان مجموعة الفن المصرى ,كتب له المقدمة أحد اساتذته الفنان «حسن فؤاد» وتصدر الكتاب أحدى رباعيات « صلاح جاهين وتقول : ياأم البطل ياأم الشهيد، يا لابسة توب أحمر جديد، كان يوم الدم عيد، يابورسعيد اسمك نشيد.

فى الكاتب رسم البهجورى مجموعة من القصص تستعرض تطور أحداث العدوان من بداياتها لنهايتها. فهذا أسد يحمل وجه عبدالناصر ويمسك بيده مفتاحا كبيرا لعله مفتاح الحياة أو مفتاح باب مصر أو هو رمز للقناة التى تتصارع القوى العظمى على امتلاكها من أبنائها، فيحتضن الزعيم شعبه ويقبضان معا بقوة على المفتاح، فينجحان فى اسقاط خيوط المؤامرة وهما يحملان المفتاح بيد والسلاح باليد الأخرى.

ولصدور طبعة جديدة من كتاب: البهحورى متضمنة هذه المرة ترجمة بالانجليزية لمحتوياته قصة مبهجة، تؤكد أن حراس الذاكرة الوطنية لا يزالون أوفياء لها ولا يزال دورهم ملهما. فبعد رحلة بحث عنه لمدة 5 سنوات، تمكن الاستاذ «عبدالله الصاوى» الباحث المتخصص فى تاريخ الكاريكاتير المصرى، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة تحمل اسمه للحفاظ عليه، من العثور على نسخة منه، ليعيد إصداره فى طبعة فاخرة ومنقحة ويصدر فى عيد النصر ديسمبر الفائت.

رسم البهجورى للكبار والصغار وصمم أغلفة للكتب، كان بينها غلافه البديع لكتاب صدر عن ناجى العلى بعد اغتياله، ربما لأنه مثل ناجى آمن بأن مهمة الكاريكاتير هى التحريض والتبشير بولادة إنسان عربى جديد. مهمته قول كلمة حق فى وجه سلطان جائر، مهمته نشر الحياة فى الهواء الطلق وفى الشوارع، حيث لا مجال للتستر على فجواتها وأخطائها، مهمة الكاريكاتير يقول «ناجى العالى» التبشير بالأمل وبالثورة لأجل ولادة إنسان جديد.

هكذا كان كتاب «بورسعيد» وهكذا هو «جوج البهجورى» ورسومه وكاريكاتيره وفنه تبشير بالأمل وبهجة الحياة.