رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

الحقيقة الرائعة التى تشهدها مصر حاليا هى الاتجاه إلى كل القوى العالمية من اجل اقامة علاقات واسعة قائمة على الندية والمصالح المشتركة. وهذا واضح وظاهر من خلال المشروع الوطنى المصرى الموضوع بعد ثورة 30 يونيو. فمصر باتت الان تقيم علاقات قوية ومتينة مع كل دول العالم بلا استثناء سواء  عربيا أو افريقيا أو اقليميا أوعالميا، وبالتالى فان هذه العلاقات تصب فى نهاية المطاف لصالح الدولة المصرية. ولم تعد مصر تتجه إلى معسكر دون الآخر كما كان متبعا قبل ثورة 30 يونيو.

مصر تضع أقدامها الآن على الطريق الصحيح، وكان الاتجاه مثلا إلى المعسكر الروسى ضرورة ملحة لكسر الهيمنة الأمريكية على المنطقة، وأن مصلحة القاهرة لم تعد مع المعسكر الغربى الأمريكى وحده، الذى يدبر المخططات الشيطانية ضد البلاد.. كما أن مصلحة مصر تكمن فى التقارب مع الدول الشرقية.. وهذا كان يجب أن يتم من زمن مضى، لأن المعسكر الشرقى هو القادم، وأن أمريكا والغرب سيتراجعان إلى الخلف، والأفعال التى تقوم بها واشنطن حالياً دليل على بدء انهيار المعسكر الغربى الأمريكى.

التقارب المصرى مع روسيا، يجب أن يتعدى ذلك إلى كل دول أوروبا الشرقية، وقد يستغرب قارئ من هذا الحديث، أو يقول إنه محض تصور خاطئ، أو افتراض فى الخيال، وهذا كلام مردود عليه بأن التخبط الأمريكى والتفكك مع دول أوروبا الغربية خير دليل على ما أقول.

فمصر بعد ثورة عظيمة فى «30 يونيه»، ومن خلال الدولة الديمقراطية الحديثة، من حقها أن تقوم بعلاقة مع أية دولة بنظام الندية، وتحقيق المصالح المشتركة، وما يحقق منفعة لمصر ولشعبها.

وكفى المؤامرات والمخططات لضرب مصر والمنطقة العربية، وقد ظهر ذلك واضحاً، فيما حدث فى العراق والسودان واليمن وليبيا وسوريا ولكن الله حفظ مصر برجال وطنيين أوفياء فى المؤسسة العسكرية، وشعب أكرمه الله بوعى شديد أحبط به كل أدوات أمريكا من مخطط التقسيم وخلافه، عندما قام بثورة «30 يونيه»، معلناً سقوط عصابة الإخوان التى كانت تنفذ المخططات الشيطانية الأمريكية، وإبعادهم عن حكم البلاد، والحرب على إرهابهم الذى مازلنا نعانى منه حتى الآن.

منذ شهور كتبت فى هذا المكان أنه لا مفر من استعادة مصر دورها الإقليمى وريادتها بالمنطقة، وكذلك إقامة علاقات قوية مع دول أوروبا الشرقية وعلى رأسها روسيا، لأن هذا التحالف الشرقى هو الذى ستكون له الغلبة فى المستقبل، ومن مصلحة مصر أن تنضم لهذا التحالف الذى سيحقق لها المنفعة، وقد وردت إلىَّ رسائل فى حينها، استغربت هذا الكلام، وقالت الرسائل إن هذه الدول لا تستطيع نفع نفسها فكيف تنفع القاهرة؟!.. والحقيقة أن دولة كبرى مثل روسيا، وأخرى مثل كوريا، من الممكن أن تعوض مصر عن أية منافع كانت تستفيد بها القاهرة فى السابق، والدول الشرقية فى الأصل تربطها بالقاهرة علاقات أخرى مبنية على الاحترام لا يعرفها إلا قارئو التاريخ الصحيح من خلال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فهذه الدول تكن احتراماً كبيراً لمصر ودخول مصر معها فى تحالفات على مختلف الأصعدة فيه نفع كبير للبلاد والعباد.