عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة    

الكثير منّا يُصدق بعضًا من الناس فى أى حديث أو أى قول لمجرد أنهم حلفوا بالله! هؤلاء لهم الحق فى التصديق بسبب أنهم حلفوا اليمين! ولكن عند تمعنى فى كلام الله تغيّر فكرى! فأصبحت لا أصدق من يحلف بالله، فالله تعالى يقول:«يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا»، «سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ  إِنَّهُمْ رِجْسٌ» «يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ  فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ»، «يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ». وكثير منّا يُصاب بالصدمة عندما يكتشف كذب أحدهم وخاصة بعد حلفانه بالله كذبًا ولكن بعد قراءة هذه الآية عَلِمت أن هناك قومًا يحلفون كذبًا أمام الله يوم القيامة، «يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ»، فبعد ذلك لم أصدق كل من يحلف ولا أحزن على كذب أحدهم عليّ، بل الله سبحانه وتعالى أمرنا ألا نطيع من يحلف كثيرًا لأنه لو عَلِمَ عظمة الله وجزاء من يحلف كذبا بالله لما حلف! «وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ»، فقد تعودت عند حيرتى فى أمر ما أن ألجأ لكتاب الله تعالى وخاصة فى زمن انتشرت فيه الفتاوى الضالة، وصار لكل معصية فتوى! وهذا ما جعلنى أقرأ كتاب الله وأبحث فيه وأتمعن فى كلامه حتى يطمئن قلبى، فالله سبحانه وتعالى حدثنا وأخبرنا عن كل شيء ولم يترك مسألة إلا وتطرق لها ووضع معها الحل، بل كل ما نتعرض له فى الحياة ويجعلنا نشعر بالحزن والأسى نبأنا الله به، وحدثنا أيضًا عن الناس، كما أن الله حدثنا عن أهمية الوفاء بالعهد وذلك من شيم المؤمنين والموفين بعهدهم إذا عاهدوا، والمنافقون فقط هم من ينقضون العهد، فحينما أقرأ كلام الله ووصفه لبعض المشاهد من الآخرة ينتابنى الشعور بالدهشة والطمأنينة للصبر على ما نصادفه فى الحياة الدنيا من أحداثها وناسها. فطبيعة الحياة حلبة صراع بين الحق والباطل، فكما قيل بالصراع يرتقى المؤمن، وتُقام الحجة على الكافر، طبيعة الحياة دار ابتلاء لا دار استواء، دار تكليف لا دار تشريف، هذه حقيقة الحياة.