رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

مهنة المتاعب بكل ما تعنى الكلمة من معنى، يقدم أصحابها المزيد من التضحيات والسعى المضنى وراء الحوادث للحصول على الأخبار التى ينتظرها قراؤهم، والحرص على اكتشاف حقيقة ما يجرى، وما هو وراء هذه الحوادث والأخبار، وهذا لا يتم لهم فى العادة فى ظروف عادية، وإنما يجدون أنفسهم مجازفين بحياتهم، ومضحين براحتهم، تحت أى ظرف مهما كان, غير مكترثين للأوضاع السائدة سلمية كانت أو حربية، فى حر الصيف أو قرّ الشتاء، فى الحواضر وفى المناطق النائية، ولو كانت مسالكها وعرة، حتى إذا ما نشبت حروب ونزاعات هنا أوهناك، يتعرض عدد غير قليل من الصحفيين للموت...مهنه كلها متاعب فى متاعب، ومعاناة فى معاناة، بهدف توفير الخبز المعلوماتى اليومى لملايين البشر الذين ينتظرون نشره مكتوبًا، أو عرضه مرئيًا، أو بثه مسموعا.

وظل القادة والساسة وكبار المفكرين والمنظّرين فى العالم؛ ينعتون الصحافة بثلاثة ألقاب رئيسية، لكل لقب منها دلالاته الخاصة، التى تجسّد قيمة وأهمية هذه المهنة النبيلة فى حياة الناس.

وصفوها فقالوا: «مهنة المتاعب» و«السلطة الرابعة»، و«صاحبة الجلالة», وهى السلطة الرابعة فى المجتمعات التى تعرف دورها، وتقدِّر جهدها، فهى التى تدعم بقية السلطات: «تشريعية - تنفيذية - قضائية» فى الإدارة العامة للمجتمعات كافة، فبفضلها تُكشف السلبيات، وتعزَّز الإيجابيات، ويخشاها الفَسَدة وأهل المخالفات، فتنهض بدور إصلاحى كبير مقدَّر من المواطنين والمسئولين على حد سواء، فهى الضمير الجمعى الذى يشجع كل منجز جيد، ويشير إلى كل خطأ أيًّا كان.

والصحافة هى «صاحبة الجلالة»، فهذا هو اللقب الأسمى والأفضل الذى به تتميز المهنة، وبه تتوّج بوسام الفخر والاعتزاز، ويمنحها مكانتها السامية بين باقى الأدوات والمكونات الإعلامية والتنويرية للمجتمعات, و لقب «صاحبة الجلالة» للصحافة لقب تشريف وتكليف معًا، فرسالتها عظيمة، ومهنتها جسيمة، والحضور الذى تشكّله فى حياة الناس لا يُستهان به، ولهذا كانت وما زالت محط اهتمام حكومات العالم، وكافة المؤسسات الاجتماعية فكرية وأدبية واقتصادية وسياسية وأمنية، ومن مصلحة الدولة والمجتمع فى كل مكان، أن تظل صحافتها ثابتة وقوية، حتى تنهض بدورها فى التنوير والتطوير، وحتى تكسب المقارعة فى حلبات الحروب الإعلامية.

ولكن ماذا لو حادت هذه الجميلة العفيفة عن جادة الطريق- رغم إرادتها-, وشوه صورتها, ولطخ سمعتها بعض ضعاف النفوس ,ومرضى القلوب، من أجل الحصول على شهدها دون التعرض للدغات النحل، والإثراء السريع على حساب شرفها، مستخدمين أساليب ملتوية تؤكد تمسكهم بالشرف والأمانة والموضوعية وهم أبعد ما يكونون عن ذلك.

فى روايتها الجديدة «الملكة والأفاعي» التى صدرت مؤخرا عن دار النخبة، تقدم الكاتبة والمبدعة فكرية أحمد صورة عميقة من داخل أروقة الصحافة وتعرى كل السوءات, لتكشف للقارئ الصورة الأخرى، والبعد الخفى، وما يحدث خلف الجدران ولا يراه الكثيرون, ورغم تأكيد الكاتبة ان أحداث الرواية وقعت فى مكان غير موجود، وزمان لم يحدث له توقيت، داخل مؤسسة لم يكن لها يوماً أى كيان، إلا أنها تنطبق تماما على الكثير من المؤسسات الصحفية, بل المؤسسات عموما, التى تعج بهذه النوعية من الدخلاء على كل المهن، لصوص الزمان وكل زمان, مصاصو الدماء, أصحاب الوجوه المتعددة, بائعو الأوهام، مرددو الشعارات الجوفاء.

وسيجد كل من الشرفاء واللصوص أنفسهم فى هذه الرواية التى تصور بصدق وعمق دهاليز عالم الصحافة، وتسلط الضوء على الكارثة الحقيقية الى تتنظره, وتدق ناقوس خطر لعل وعسى تجد صاحبة الجلالة من يحنو عليها, ويضمد جراحها قبل أن يتسرب الدم من جسدها.

 وتعد هذه الرواية هى العمل السادس للمؤلفة بعد رواية «كورونا فى سوق البغاء» وسلسلة الروايات البوليسية «مغامرات الأشقاء الثلاثة» التى صدرت فى أربعة أجزاء هى: «سر الرجل والكلب»، «لغز الطائرة المخطوفة»، «لغز الجاسوس الأخرس»، «لغز الحقيبة الزرقاء».

 

 

[email protected]