رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

نشاهد فى العديد من مؤسسات الدولة هناك ما يسمى بالجرد السنوى، ولكن هذا الجرد يجب أن يحدث مع الاشخاص أيضًا، فكل سنة تمر من حياتنا نتعلم منها الكثير، نُصادف العديد من العقبات والمواقف الصعبة، ونُمتحن فى كل ثانية من حياتنا ولكن ما يهم هو أن نتعلم من أخطائنا، ويجب الا نلعب دور الضحية طيلة حياتنا، فالكل يتحدث بأن الناس أصبحت سيئة وكأنه هو الوحيد الصالح! فمن المهم أن نتخلص من العلاقات المرهقة المهدرة للوقت والصحة والنفسية، التى لا تجلب الا الأذى لصاحبها ولا تُجنى الا المتاعب، فسيدنا عمر بن الخطاب قال اعتزل ما يؤذيك، وقال سيدنا عمر بن عبدالعزيز: «لا تُصاحب من خاطرك عنده على قدر حاجته فإذا انتهت حاجته انتهى خاطرك»! وسيدنا على يقول: الشرير لا يرى الخير فى الناس لأنه يراه بطبعه»، كما أن النبى -عليه الصلاة والسلام- من صفاته مع أصحابه كان يتفقَّد أصحابَه، والله يسأل العبدَ عن صحبة ساعة، وكان مع أصحابه معتدل الأمر، فلا مبالغات، ولا تطرُّف، ولا غلو، ولا إفراط أو تفريط، الإفراط المبالغة، والتفريط التقصير، أصوب موقف الاعتدال، معتدل الأمر غير مختلف، فليس هناك تناقض، كما قال سيدنا علي:» أحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا»، «لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي»، فإياك أن تقرِّب المنافقين، فالمنافق أشد عداوة فهو يُظهر عكس ما يخفيه، وتحدث الله سبحانه وتعالى عن المنافقين والله لا يُحب المنافقين، وإياك أن تقرِّب الذين يتقرَّبون إليك بالوشاية والإخبار، قرِّب المخلصين، والأتقياء، لذلك كان عليه الصلاة والسلام يعرف أقدارَ الناس وينزل الناس منازلهم، فنحن لا نستطيع أن نستوعب الناس إلا إذا عرفنا فضائلهم، فمع بداية عام ٢٠٢٣: اسعَ الى تغيير نفسك وتغيير نظرتك للأمور والأشخاص، ولا تبنِ احلامك على توقعات زائفة بل على واقع لتصبح على أرض صلبة ولا تبنِ آمالك على وعود زائفة او توقعات خيالية فتجد نفسك كمن يقف على رمال متحركة! فإن استطاع الانسان أن يُغير من نفسه يستطيع أن يغير غيره والعالم نحو الافضل، واسعَ الى اختيار أقرب الناس لك بعناية لأنهم هم من يؤثرون سلبًا او ايجابًا على حياتك، وتخلص ممن تسسبوا لك فى أذى ايا كان نوعه وخاصة النفسى، كل من شعرت بداخلهم بأمراض نفسية كالحقد والغيرة والحسد والأذى، تعامل مع العام الجديد وكأنه يوم ميلادك، تعامل على أنه فرصة جديدة لتصحيح أخطاء، لتصبح صاحب أقوى رد فعل، وعلى الانسان أن يسعى الى ربط حياته بأهداف سامية سواء أكانت متعلقة بشخصه أو متعلقة ببلده حتى يشعر بالحياة ولا يربطها بأشخاص، فثق أن جميع الأيادى قابلة للتخلى فكل منّا يلعب دور فى حياة الآخر ايا كان دوره درس، عبرة، مصدر قوة لك فى المستقبل، علمك تجنب أمثاله فى المستقبل، وعقب انتهاء دوره يرحل! كل عام والأمة العربية والإسلامية ووطنى الحبيب مصر وشعب مصر بألف خير.

 

د. آيات الحداد - عضو مجلس النواب

EMAIL: [email protected]