رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

لا أكاد أصدق أننا لا نزال أسرى وهم التفوق الأوروبى فى كل شىء، رغم كل ما نشاهده وما نعايشه من أحداث ومواقف وإبداعات لنا ولغيرنا تؤكد عكس ذلك ؛ ولعلى أتحدث هنا من واقع قريب لا نزال نعيشه فى ذلك الحدث العالمى المعنون بكأس العالم لكرة القدم، فقد شاهدنا بأعيننا ما فعلته قطر من تنظيم مبهر لهذا الحدث وما قدمته من رسائل جميلة للعالم من خلاله لعل أبسطها وأروعها هى تنظيم بطولة عظيمة بأخلاق وتقاليد عربية أصيلة برز فيها أن العرب قادرون ليس فقط على استضافة البطولات العالمية الكبرى بأرقى صورة ممكنه، بل أيضاً قادرون على الرد العملى على أى اتهامات وأى ظنون يظنها الآخرون حول عجزنا وعدم قدرتنا! ولا ننسى أنه بالأمس القريب وفى ظل جائحة كورونا نجحت مصر نجاحاً مماثلاً فى تنظيم واستضافة كأس العالم لكرة اليد فى الوقت الذى عجز الآخرون عن تحمل مسئولية تنظيمه! وقد شاهدنا بأعيننا النتائج المبهرة للمنتخبات العربية ضد أعتى القوى الكروية العالمية بما فيها الانتصار على الأرجنتين بطل العالم الحالى ووصيفه فرنسا فضلاً عن أن المغرب كان قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى المباراة النهائية لولا الإصابات التى عانى منها بعض لاعبيه الأساسيين وجعلته يكتفى بالمركز الرابع بعد مباراة قوية أمام كرواتيا!

إن حصراً منصفاً ودقيقاً للاعبين الأجانب أو من أصول أجنبية وبالذات من الأفارقة والعرب والآسيويين فى الفرق الأوروبية الكبرى سيكشف للجميع من الأكثر مهارة وتفوقاً فى العالم فى هذه اللعبة وربما فى غيرها من الألعاب!!

إن منظر مدرب فرنسا وهو يصرخ فى لاعبى فرنسا من أصول إفريقية وقوله لهم إنهم لا يستحقون تمثيل فرنسا فى كأس العالم إنما يكشف الوجه الحقيقى لأوروبا العنصرية، وكم أتمنى أن يوجه أحدهم هذا السؤال إليه: ما قيمة اللاعبين الفرنسيين بدون أقرانهم من ذوى الأصول العربية والإفريقية، إنه بدون هؤلاء اللاعبين من الأصول الإفريقية لم تكن فرنسا لتنافس على شىء فى البطولات العالمية فى أى لعبة يمارسها الرجال!!، وهل كان بإمكان فرنسا الحصول على كأس العالم بدون زين الدين زيدان ورفاقه من قبل؟! وكم أتمنى أن يواجه الفرنسيون والإنجليز وغيرهم أنفسهم بالحقيقة العارية: إنه لولا الحركات الاستعمارية التى قاموا بها ونهبهم لثروات إفريقيا وآسيا ما كان لهم اليوم ما يملكونه من إمكانيات وما يتمتعون به من تقدم! ولولا هذه الفترة السوداء فى تاريخ البشرية ما وجدوا اليوم من يتسيدون عليهم ويستنزفونهم دون وجه حق!! إن ما يدعونه من قيم إنسانية وتغنيهم بحقوق الإنسان إنما هو وهم يصدقونه حينما يشاءون ويلقون به جانباً حينما يشاءون! فهم لا يعرفون منها بالفعل إلا حقوق الإنسان الغربى وما عداه فهم فى نظرهم- منذ عصر أرسطو وإلى اليوم – لا يصلحون إلا للرق والعبودية!!

إن تصنيف البشر حسب ألوانهم وأجناسهم هم صانعوه منذ فجر تاريخهم، وتصنيف البشر إلى عالم أول وثان وثالث هم من فرضوه!! وثنائية السيد والعبد هم من أسسوا لها ليبقوا هم السادة الأفاضل وغيرهم الحاشية والخدم!!

إننا ينبغى ألا نستسلم أو نخضع لهذه التصنيفات الظالمة الغبية، وينبغى ألا يقر فى أذهاننا أننا أقل من غيرنا فى أى شىء!! فلا هم أكثر تقدماً ولا نحن أكثر تخلفاً، فكل البشر بكل أجناسهم وأعراقهم هم صناع التقدم الكائن اليوم وإن احتفظ الغربيون بأسراره واحتكروه اليوم فهذا لأنهم من أسس للاحتكار فى كل شىء بينما الأمم الأخرى أعطتهم كل منجزاتها الحضارية وشاركتهم منجزهم الحالى بلا حدود!

وعوداً على بدء، إن علينا أن نثق بأنفسنا وألا نعيش إحساس الدونية فى أى اتجاه، وكم أتمنى أن يراجع العرب دروس التاريخ ودرس الحاضر ليدركوا أنهم يمتلكون كل عوامل القوة وكل عناصر التقدم بشرط أن تتحد إرادتهم السياسية، وأن يثقوا بأنفسهم وبأنهم قادرون!!