رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ضوء فى آخر النفق

ومع كل ما سيرد لاحقًا أعترف أننى أستخدم هذا الجهاز بنفسى! ومن منا لا يفعل ذلك؟! علماء الطب فى العالم اجتمعوا مؤخرًا فى ألمانيا وأصدروا ما أسميه هنا «اللاءات الاثنا عشر» من أجل المحافظة على الصحة العامة، ومن بينها -كما يقول أستاذ الطب والجراحة بقصر العينى عبدالفتاح خليل فى ملخص عن نتائج المؤتمر «اللا رقم ٦» والخاصة بالمايكروويف. هذا الجهاز الذى هو على رأس قائمة مشترياتنا الكهربائية، والعرسان الجدد كذلك، وهو ايضا على رأس قائمة الاجهزة التى لا نغفل عن إصلاحها!

- طبقا لتقرير وزارة الصحة والسكان بمناسبة الرد على التساؤلات التى اندلعت بشأن نقص بعض أدوية الأورام، والذى أكد أن المخزون المتوافر منها يكفى شهرين، فإنها أكدت أيضا أن نسبة الاصابة بالسرطان فى مصر تبلغ ١٥٢ حالة إصابة لكل ١٠٠ ألف مواطن.. وهو ما يطمئننا إلى أن معدلاتنا منخفضة مقارنة بدول أخرى: استراليا ٤٦٨ حالة، ونيوزيلندا ٤٣٨ حالة، وأمريكا ٣٥١ حالة لكل مائة ألف نسمة!

اللاءات الاثنا عشر فى المؤتمر هى: لا لإعادة استخدام الزيت -الحليب المجفف–مكعبات ماجي–العصائر الغازية (32 قطعة من السكر لكل لتر)- السكريات المصنعة وفى الترتيب السادس جاءت لا المايكروويف!

دعونا نعترف أننا نفعل كل هذه الموبقات والخطايا بامتياز.. نعرفها تماما ولكن هناك فارقًا بين الاقتناع والقدرة على التنفيذ. ما بديل الميكروويف اذا اراد احدنا وهو عائد من عمله -ويبلغ منه الجوع مبلغًا عظيما- أن يقوم بتسخين طعامه بسرعة وسهولة؟ لا شىء! ما بديل العصائر التى نقدمها لأطفالنا الذاهبين للمدرسة كل صباح ونريد أن نقدم لهم فى حقيبتهم بعض مما يغذيهم إذا شعروا بالحاجة للطعام أو الشراب بيسر وسهولة؟ لا شىء. ما بديل الفول والطعمية التى يفطر بها الملايين صباح كل يوم من المحال أو من على العربات الشهيرة والتى لا تخضع لرقابة أحد سوى ضمير البائع، ومعروف أن الزيت باهظ الأسعار هذه الايام، ويعاد استخدامه مرات عديدة، بل إن شر البلية أن الموضة هذه الأيام هى مرور توريسكلات فى المدن والقرى لإغراء ربات البيوت بإعادة بيع الزيت المستخدم مقابل ١٥جنيهًا للكيلو! هناك تحذيرات شديدة من متخصصين بأن هذا الزيت الذى يتم تجميعه وإعادة تدويره «به سم قاتل» (كما تقول الجملة الشهيرة فى فيلم حياة أو موت). مئات الآلاف يستخدمون مكعبات الدجاج فى طهى الطعام، ونفس الشىء بالنسبة للحليب المجفف!

بقية اللاءات الاثنا عشر تتعلق بالتصوير الإشعاعى للثدى قبل الولادة (البديل الايكو echomamaire)، ولا لحمالات الصدر الضيقة جدًا أو لبسها بعد العودة من العمل..لا للكحول.. لا لإعادة تسخين الوجبات المجمدة.. لا لحفظ المياه فى زجاجات بلاستيكية بالثلاجة..لا لجميع حبوب منع الحمل!

فى شتى ربوع مصر، هناك أطباء يطلبون تصويرًا إشعاعيًا للثدى، وترتدى النساء طوال الوقت الحمالات الضيقة، ويتناولن حبوب منع الحمل، وجميعنا نسخن الوجبات المجمدة، ونحفظ المياه فى زجاجات بلاستيكية بالثلاجة!

نفعل ذلك عارفين أو جاهلين بالأضرار المحدقة بنا، ومع هذا لا بدائل أمامنا، ولا يساعدنا أحد على تغيير عاداتنا المدمرة لصحتنا وصحة أولادنا؟ هذه الثقافة الخاطئة وهذه السلوكيات الضارة -فى الصحة وغيرها- من يساعدنا على تغييرها وكيف وبأى وسيلة؟