رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صفحات من تاريخ الوطن (٣٦)

يُعدّ الشيخ أمين الخولى واحدًا من أبرز المجددين فى الفقه الإسلامى فى العصر الحديث، وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة، فقد ساهم بعلمه ووعيه واجتهاده فى تحرير العقل العربى من الجمود الذى أصابه لعدة قرون، كما شارك فى إيقاظ وعى الأمة نحو التحرر، وبعث الوطنية، وإحياء الاجتهاد الفقهى لمواكبة التطورات السريعة فى العلم، ومسايرة حركة المجتمع وتطوره فى مختلف النواحى السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

ولد أمين الخولى فى قرية شوشاى مركز أشمون بمحافظة المنوفية، فى الأول من مايو 1895م، وتوفى عام ١٩٦٦ عن عمر ناهز ٧١ عاماً، قضى أغلبها فى المعارك الفكرية، وأصدر خلالها العديد من المؤلفات أبرزها «المجددون فى الإسلام»، «المعارف الإسلامية»، «تاريخ الملل والنحل».

عزيزى القارئ..

السطور القليلة القادمة لن تسعفنى لكى أعرض كل فتاوى الشيخ وآراءه المختلفة، ولكن سأحاول أن ألخص مشروعه الفكرى فى نقاط محددة، ظنًا منى أننى أستطيع من خلالها أن ألفت النظر لإحياء تراث الشيخ الخولى، وأمثاله من المجددين المعبر عن روح العصر والتقدم، وظناً منى أيضًا أننا نحتاجه الآن كسلاح للعقل ونحن على أعتاب جمهوريتنا الجديدة.

ولنبدأ الرحلة..

تمحورت رحلة شيخنا الجليل، ومعاركه الفكرية حول ثلاثة محددات رئيسية كالتالى:

- أولاً: التفسير الأدبى للقرآن الكريم، فيعد الشيخ الخولى مؤسس مدرسة التفسير الأدبى للقرآن الكريم التى تولى عنايتها إلى إبراز الخصائص الأسلوبية والبيانية للقرآن الكريم باعتباره نصاً أدبياً وتجعل منها مقصداً نهائياً لعملية التفسير، فقد دعا الخولى إلى اعتماد هذا المنهج فى التفسير والنظر إلى القرآن الكريم بوصفه (كتاب العربية الأكبر).

- ثانياً: تجديد الخطاب الدينى، فيعود اهتمام الشيخ أمين الخولى بالتجديد إلى عام 1933، وذلك حين نشر فى مجلة الرسالة سلسلة مقالات تحت عنوان لافت هو: «التجديد فى الدين»، وقد استمر فى كتابتها حتى أصدر كتابه «المجددون»، والذى يتناول فيه قضية تجديد الخطاب الدينى، حيث يرى أن غاية التجديد ليس إعادة إسلام جديداً نقياً من منابعه الصافية كما يعتقد العلماء، وإنما هو تطوير الدين ذاته بما فى ذلك عباداته التى طرأ عليها التطور فعلياً - وذلك على حد قوله - ويضرب مثالاً على ذلك بالزكاة التى أصبحت تقدر بمقادير جديدة بالمال والكيلوجرام، بدلاً من الصاع.

- ثالثاً: إصلاح مؤسسة الأزهر، فقد أولى الشيخ الخولى عناية خاصة لقضية إصلاح الأزهر، مرجعاً إياها إلى أن مصر لن تحسم موقفها تجاه النهضة إلا إذا حسمت موقفها من الأزهر، فيذهب فى كتاباته إلى أن أولى خطوات إصلاح مؤسسة الأزهر ينبغى أن تكون عبر الاقتصار على رسالته العلمية فقط باعتباره معهداً دينياً، ولا يكون له أى دور فى المجال السياسى والاجتماعى والتشريعى، وهذا لا يعنى اضمحلالاً أو تراجعًا لدوره ودور علمائه، فوظيفة الأزهر الأساسية هى «تقديم تدين لا سلطة فيه أو كهنوت».

 ما سبق من سطور..

كان ملخصاً لمشروع الشيخ أمين الخولى نحو التجديد، والذى دعا فيه إلى ضرورة فصل الدين عن السياسة، وجعل الاجتهاد أساساً للحياة الإسلامية، وإلى التسامح الدينى الرحب، وإلى حرية الاعتقاد وحق الفهم الصحيح للدين. وفهم الدين على أنه إصلاح للحياة لا مجرد طقوس وإجراءات.

وأخيراً عزيزى القارئ..

يبقى سؤال ملح يفرض نفسه على حديثنا هذا وما سبقه من أحاديث، إلا وهو: إلى متى ستظل أفكار المجددين، وأصحاب الفكر التنويرى أمثال على عبدالرازق، وعبدالمتعال الصعيدى، وأمين الخولى، والإمام محمد عبده، وغيرهم حبيسة الأدراج؟؟!!.

 سؤال يحتاج إلى إجابة.

عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن حزب التجمع